السبت، 26 يوليو 2014

72# هل انتشر الإسلام بالسيف ؟ شهادات المنصفين عن الفتوحات الإسلامية


صورة: ‏72#
هل انتشر الإسلام بالسيف ؟ شهادات المنصفين عن الفتوحات الإسلامية

ولكن قبل أن نستعرض أقوال هؤلاء المنصفين عن تاريخ الفتوحات الإسلامية المشرف : يجب إعطاء فكرة أولا عن الجهاد في الإسلام :

1- جهاد دفع : أي مقاومة المسلم للمحتل أو الغازي لأرضه .
2- جهاد طلب : وهو ضمان انتشار دين الله في الأرض والتعريف به وحمايته بلا أية عوائق .

وجهاد الطلب يكون بتخيير بلاد الكفر بين : 
1- عرض الإسلام عليها دين رب العالمين خالقهم وخالق كل البشر فتسلم (وبإسلامها يصير لا خوف على المسلمين فيها من بطش أو تعذيب أو مضايقات ونحوه)
2- بقاءها على دينها حيث لا تريد قتال المسلمين وهنا تدفع جزية سنوية  للمسلمين وهي صاغرة .. والهدف أن البلد التي تدفع الجزية هي تعترف ضمنيا بسيادة دولة الإسلام وقوتها : فلا تفكر ساعتها في إيذاء المسلمين سواء الذين خارجها أو داخلها أو انتشار الإسلام بها أو تعين بلدا آخرا كافرا على دولة الإسلام
3- الحرب - ولاحظوا أنه لو كان هدف المسلمين الدنيا والغنائم إلخ : ما كانوا وضعوا الاختيار الأول أصلا !! أيضا من الجزية يتم الإنفاق على أهل البلد نفسها وهي مرفوعة عن المرأة والفقير والطفل والعجوز -

وعلى هذه الحالة : فإن للحروب الإسلامية وفتوحات الإسلام شأنا عجيبا اعترف به القاصي والداني بما لم يتحقق في أمة من الأمم على مدى التاريخ !! ولاحظوا أننا لا نتكلم عن قواعد شرعية راقية تحكم تعاملات المسلمين مع غيرهم في حال السلم بل : مع المدنيين العزل في حال الحرب الذي يستحل فيه أغلب البشر أبشع الجرائم في حقهم بدعوى أنها حالة خاصة يجوز فيها أي شيء في سبيل النصر !!

فهذا رسول الله يُعلم أصحابه فيقول :
" اغزوا باسم الله ، في سبيل الله ، قاتلوا مَن كفر بالله ، اغزوا ولا تغُلّوا ولا تغدروا ولا تمثلوا (أي تشويه القتلى والجثث) ولا تقتلوا وليدا " !! صحيح مسلم !!

وعن رباح بن ربيع قال :
" كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة ، فرأى الناس مجتمعين على شىء ، فبعث رجلا فقال : انظر علام اجتمع هؤلاء ؟! فجاء فقال : على امرأة قتيل (أي مقتولة) ، فقال : ما كانت هذه لتقاتل !! قال : وعلى المقدمة خالد بن الوليد ، فبعث رجلا فقال : قل لخالد : لا تقتلن امرأة ولا عسيفا " !! رواه أبو داود وصححه الألباني

ونهى عن الغدر حتى في الحرب ..! يقول صلى الله عليه وسلم :
" إن الغادر يُنصب له لواءٌ يوم القيامة فيُقال : هذه غَدْرة فلان بن فلان " !! رواه البخاري ومسلم ..

والآن : نترككم مع الثمرات ، ومع تطبيق الأقوال إلى أفعال .
وليس مثل النصارى وحروبهم القذرة كما سنرى بعد أو دساتير حقوق الإنسان والأسرى وعصابة الأمم التي تفتح الباب لأحقر جرائم الإبادة وقتل المدنيين العزل وتتعامى عن جرائم أمريكا وإسرائيل !

1# يقول (توماس آرنولد) في كتابه (الدعوة إلى الإسلام ص99) : 
" لم نسمع عن أية محاولة مُدبرة لإرغام غير المسلمين على قبول الإسلام ، أو عن أي اضطهاد منظم قصد منه استئصال الدين المسيحي من قِـبل المسلمين " !!

وعندما قام الرافضة الباطنيون العببديون (الذين تسموا زورا بالفاطميين) في مصر بإجبار الجميع على الدخول في ملتهم الكافرة (سواء المسلمين السنة أو حتى يهود ونصارى مصر) : كان الحادثين التاليين هما موقف الإسلام منهم حيث : (لا إكراه في الدين) !!

2# يذكر الحادثتين الدكتور (أيه إس ترتون) في كتابه (أهل الذمة في الإسلام ص214) حيث يقول :
" وهذا ما حصل بالفعل زمن الحاكم بأمر الله الفاطمي الشيعي الرافضي الذي أقل ما يوصف به هو الخبل والجنون ..! وكان من خبله : أن أكره كثيرين من أهل الذمة (أي اليهود والنصارى) على الإسلام !! فسمح لهم الخليفة (الظاهر) بالعودة إلى دينهم .. فارتد منهم الكثير بالفعل سنة 418 هـ " !!

" ولما تم جبر (موسى بن ميمون) على التظاهر بالإسلام : فر إلى مصر  وعاد إلى دينه : فلم يعتبره القاضي (عبد الرحمن البيساني) مرتدا ، بل قال : رجل يُـكره على الإسلام : لا يصح إسلامه شرعا"

ويعلق على ذلك الدكتور (ترتون) نفسه فيقول : 
" وهذه عبارة تنطوي على التسامح الجميل " ..!

3# ويقول (ول ديورانت) في كتابه (قصة الحضارة 12/131) : 
" لقد كان أهل الذمة المسيحيون والزرادشتيون واليهود والصابئون يستمتعون في عهد الخلافة الأموية بدرجة من التسامح : لا نجد لها نظيرا في البلاد المسيحية في هذه الأيام !! فلقد كانوا أحرارا في ممارسة شعائر دينهم ، واحتفظوا بكنائسهم ومعابدهم " !!

ويقول أيضا في نفس الكتاب السابق : 
" وكان اليهود في بلاد الشرق الأدنى قد رحبوا بالعرب الذين حرروهم من ظلم حكامهم السابقين ، وأصبحوا يتمتعون بـ (كامل الحرية) في حياتهم وممارسة شعائر دينهم . وكان المسيحيون أحراراً في الاحتفال بأعيادهم ، وكان الحجاج المسيحيون يأتون أفواجا آمنين لزيارة الأضرحة المسيحية في فلسطين ، وأصبح المسيحيون (أي في بلاد المسلمين) والذين خرجوا على كنيسة الدولة البيزنطية (أي كنيسة روما) والذين كانوا يلقون صورا من الاضطهاد على يد بطاركة القسطنطينية وأورشليم والاسكندرية وإنطاكيا : أصبح هؤلاء الآن أحرارا آمنين تحت حكم المسلمين " !!

4# وينقل مترجم كتاب (حضارة العرب) لـ (غوستاف لوبون) في حاشية الصفحة 128 قول ما جاء عن (روبرتسن) في كتابه (تاريخ شارلكن) :
" إن المسلمين وحدهم هم الذين جمعوا بين (الغيرة لدينهم) ، و(روح التسامح) نحو أتباع الأديان الأخرى ، وإنهم مع امتشاقهم الحسام (أي السيف) نشرا لدينهم فقد تركوا مَن لم يرغبوا في هذا الدين أحراراً في التمسك بتعاليمهم الدينية " !!

5# وينقل أيضاً عن الراهب (ميشود) في كتابه (رحلة دينية في الشرق) قوله : 
" ومن المؤسف أن (تقتبس) الشعوب النصرانية من المسلمين (التسامح) !! والذي هو آية الإحسان بين الأمم !! واحترام عقائد الآخرين ، وعدم فرض أي معتقد عليهم بالقوة " !!

6# وينقل (أيه إس ترتون) مرة أخرى في كتابه (أهل الذمة في الإسلام ص159) شهادة البطريك (عيشو يابه) الذي تولى منصب (البابوية) حتى عام 657 هـ حيث يقول : 
" إن العرب الذين مكنهم الرب من السيطرة على العالم يعاملوننا كما تعرفون ، إنهم ليسوا بأعداء للنصرانية !! بل يمتدحون ملتنا !! ويوقرون قديسينا وقسسنا !! ويمدون يد العون إلى كنائسنا وأديرتنا " !!

7# ويقول المفكر الأسباني (بلاسكوا أبانيز) في كتابه (ظلال الكنيسة) متحدثاً عن الفتح الإسلامي للأندلس : 
" لقد أحسنت (أسبانيا) استقبال أولئك الرجال الذين قدموا إليها من القارة الإفريقية (يعني المسلمين) ، وأسلمتهم القرى برمتها بغير مقاومة ولا عداء !! فما هو إلا أن تقترب كوكبة من فرسان العرب من إحدى القرى : حتى تفتح لها الأبواب !! وتتلقاها بالترحاب !! فكانت غزواتهم غزوة (تمدين وحضارة) ولم تكن غزوة (فتح وقهر) ، ولم يتخل أبناء تلك الحضارة زمناً عن فضيلة (حرية الضمير) ، وهي الدعامة التي تقوم عليها كل عظمة حقة للشعوب !! فقبلوا في المدن التي ملكوها (كنائس النصارى) و (بيع اليهود – جمع بيعة) ولم يخشَ (المسجد) من (معابد الأديان) التي سبقته ، بل عرف لها حقها !! واستقر إلى جانبها غير حاسد لها ولا راغب في السيادة عليها " !!

8# ويقول المؤرخ الإنجليزي السير (توماس أرنولد) في كتابه (الدعوة إلى الإسلام ص51) : 
" لقد عامل المسلمون المنتصرون العرب : المسيحيين : بتسامح عظيم منذ القرن الأول للهجرة !! واستمر هذا التسامح في القرون المتعاقبة ، ونستطيع أن نحكم بحق أن القبائل المسيحية التي اعتنقت الإسلام قد اعتنقته عن (اختيار وإرادة حرة) !! وأن العرب المسيحيين الذين يعيشون في وقتنا هذا بين جماعات المسلمين : لخير شاهد على هذا التسامح " !!

9# وتقول المستشرقة الألمانية (زيغريد هونكه) في كتابها (شمس العرب تسطع على الغرب ص364) : 
" العرب (لم يفرضوا) على الشعوب (المغلوبة) الدخول في الإسلام ، فالمسيحيون والزرادشتية واليهود الذين لاقوا قبل الإسلام (أبشع أمثلة للتعصب الديني وأفظعها) سمح لهم جميعاً دون أي عائق يمنعهم بممارسة شعائر دينهم ، وترك المسلمون لهم بيوت عبادتهم وأديرتهم وكهنتهم وأحبارهم دون أن يمسوهم بأدنى أذى !! أو ليس هذا منتهى التسامح ؟!! أين روى التاريخ مثل تلك الأعمال ؟ ومتى ؟! "

10# ويقول المـؤرخ الإسباني (أولاغي) : 
" فخلال النصف الأول من القرن التـاسع : كـانت أقـلية مسيحية مُهمة تعيش في قرطبة وتمارس عبادتها بحرية كاملة " !!

11# ويقـول القس (إيِلوج) : 
" نعيش بينهم دون أنْ نتعرض إلى أيّ مضايقات في ما يتعلق بمعتقدنا " !!

12# ويبين لنا (توماس أرنولد) في كتابه (الدعوة إلى الإسلام ص93) أن 
" (خراج) مصر كان على عهد (عثمان رضي الله عنه) : (اثنا عشر مليون دينار) فنقص في عهد (معاوية رضي الله عنه) حتى بلغ (خمسة ملايين)  ومثله كان في (خراسان) ، فتلاعب بعض الأمراء في شرع الله طمعا في (الخراج والجزية) ، فلم يُسقطهما بعض الأمراء عمّن أسلم من أهل الذمة !!!! ولهذا السبب قام أمير المؤمنين (عمر بن عبد العزيز) بعزل واليه على (خراسان) : (الجراح بن عبد الله الحكمي) وكتب له كلمته المشهورة : " إن الله تعالى بعث محمدا هاديا ، ولم يبعثه جابيا " !!

13# وينقل (الخربوطلي) عن المستشرق (دوزي) في كتابه (نظرات في تاريخ الإسلام) قوله : 
" إن تسامح ومعاملة المسلمين الطيبة لأهل الذمة : أدى إلى إقبالهم على الإسلام ، وأنهم رأوا فيه اليسر والبساطة : مما لم يألفوه في دياناتهم السابقة " !!

14 ويقول (غوستاف لوبون) في كتابه (حضارة العرب ص127) : 
" إن القوة لم تكن عاملاً في انتشار القرآن ، فقد ترك العرب المغلوبين أحراراً في أديانهم ، فإذا حدث أن انتحل بعض الشعوب النصرانية الإسلام ، واتخذ العربية لغة له : فذلك لما كان يتصف به العرب الغالبون من (ضروب العدل) الذي لم يكن للناس عهد بمثله !! ولِـما كان عليه الإسلام من (السهولة) التي لم تعرفها الأديان الأخرى " !! 

ويقول أيضا :
" وما جهله المؤرخون أن (حِلم) العرب الفاتحين و (تسامحهم) : كان من (الأسباب السريعة) في اتساع فتوحاتهم وفي سهولة (اقتناع) كثير من الأمم بدينهم ولغتهم !! والحق : أن الأمم لم تعرف (فاتحين رحماء متسامحين ) مثل العرب . ولا ديناً سمحاً مثل دينهم " !!

15# ويوافقه المؤرخ (ول ديورانت) فيقول في كتابه (قصة الحضارة) : 
" وعلى الرغم من منهج التسامح الديني التي كان ينتهجها المسلمون الأولون أو بسبب هذا المنهج : اعتنق الدين الجديدَ (معظمُ) المسيحيين ، وجميع (الزرادشتيين والوثنيين) إلا عددا قليلا منهم !! واستحوذ الدين الإسلامي على قلوب مئات الشعوب في البلدان الممتدة من (الصين وأندنوسيا) إلى (مراكش والأندلس) !! واستحوذ على خيالهم ، وسيطر على أخلاقهم !! وصاغ لهم حياتهم ، وبعث آمالا (تخفف عنهم بؤس الحياة ومتاعبها) " !!

16# ويقول (روبرتسون) في كتابه (تاريخ شارلكن) : 
" لكنا لا نعلم للإسلام (مجمعاً دينياً متسلطا) ، ولا (رُسلاً وراء الجيوش) ، ولا (رهبنة بعد الفتح) !! فلم يُكره الإسلام أحدا على اعتناقه (بالسيف ولا باللسان) ، بل دخل القلوب عن (شوق واختيار) ، وكان ذلك نتيجة ما جاء في القرآن من مواهب (التأثير) و (الأخذ بالأسباب) " !!

17# ويقول (آدم متز) في كتابه (الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري 2/93) : 
" ولما كان الشرع الإسلامي (خاصاً) بالمسلمين ، فقد أفسحت الدولة الإسلامية المجال بين أهل الملل الأخرى وبين (محاكمهم الخاصة بهم) ، والذي نعلمه من أمر هذه المحاكم أنها كانت (محاكم كنسية) ، وكان رؤساء المحاكم الروحيون يقومون فيها مقام (كبار القضاة) أيضاً . وقد كتبوا كثيراً من كتب القانون في ذلك الوقت ، ولم تقتصر أحكامهم على مسائل (الزواج) ، بل كانت تشمل إلى جانب ذلك مسائل (الميراث) وأكثر (المنازعات) التي تخص المسيحيين وحدهم : مما لا شأن للدولة الإسلامية به " !!

ويقول أيضاً : 
" أما في الأندلس ، فعندنا من مصدر جدير بالثقة أن النصارى : كانوا يفصلون في خصوماتهم بأنفسهم ، وأنهم لم يكونوا يلجؤون للقاضي المسلم إلا في مسائل القتل " !!

ملحوظة : رغم هذا الاعتراف الهام : إلا أنه في بلاد العرب ولاحتكاكهم الأطول والأقرب بالإسلام وعدله : فقد كانوا كثيرا ما يلجأون إلى شرعه !!

18# فينقل لنا (الخربوطلي) عن الدكتور (فيليب) في كتابه (تاريخ العرب) حديثه عن :
" رغبة أهل الذمة في (التحاكم) إلى التشريع الإسلامي !! واستئذانهم للسلطات الدينية في أن تكون (مواريثهم) حسب ما قرره الإسلام " !!

19# يقول الكاتب والباحث الفرنسي (ديسون) نقلا عن كتاب (محمد بن عبد الله ص 63 تعريب عمر أبو النصر 1934 م) : 
" من الخطأ أن يصدق المرء ما يروِّج له البعض من أن السيف كان المبشر الأول في تقدم الإسلام وتبسطه، ذلك أن السبب الأول في انتشار الإسلام يعود إلى هذه الأخوة الدينية الفريدة، وإلى هذه الحياة الجديدة الاجتماعية التي دعا إليها ومكَّن لها، ثم إلى هذه الحياة الشريفة الطاهرة التي راح يحياها محمد وخلفاؤه من بعده، والتي بلغت من العفة والتضحية حداً جعل الإسلام قوة عظيمة لا تغلب " !!

20# وتقول البريطانية الباحثة في الأديان (كارين أرمسترونج) في كتابها (سيرة النبي محمد ص 393) :
" إننا في الغرب بحاجة إلى أن نخلِّص أنفسنا من بعض أحقادنا القديمة، ولعل شخصاً مثل محمد يكون مناسباً للبدء، فقد كان رجلاً متدفق المشاعر.. وقد أسس ديناً وموروثاً حضارياً لم يكن السيف دعامته، برغم الأسطورة الغربية، وديناً اسمه الإسلام؛ ذلك اللفظ ذو الدلالة على السلام والوفاق " !!

21# ويقول المستشرق الهولندي (دوزي) في مقدمة كتابه (ملحق وتكملة القواميس العربية) :
" إن ظاهرة دين محمد تبدو لأول وهلة لغزاً غريباً! ولا سيما متى علمنا أن هذا الدين الجديد لم يُفرض فرضاً على أحد " !!

22# ويقول (توماس كارليل) في كتابه (الأبطال) نقلا ًعن كتاب (حقائق الإسلام وأباطيل خصومه ص 227 : عباس محمود العقاد : كتاب الهلال) 
" إن اتهام محمد بالتعويل على السيف في حمل الناس على الاستجابة لدعوته؛ سخف غير مفهوم!! إذ ليس مما يجوز في الفهم أن يُشهر رجل واحد سيفه ليقتل به الناس أو يستجيبوا لدعوته " !!..

23# ويقول (غوستاف لوبون) في كتابه (حضارة العرب ص 128- 129 تعريب عادل زعيتر: البابي الحلبي) :
" لقد أثبت التاريخ أن الأديان لا تفرض بالقوة، ولم ينتشر الإسلام بالسيف، بل انتشر بالدعوة وحدها، وبالدعوة وحدها اعتنقته الشعوب التي قهرت العرب مؤخراً كالترك والمغول، وبلغ القرآن من الانتشار في الهند التي لم يكن العرب فيها غير عابري سبيل.. ولم يكن الإسلام أقل انتشاراً في الصين التي لم يفتح العرب أي جزء منها قط " !!

ويقول قبلها في ص 127 :
" إن القوة لم تكن عاملاً في انتشار الإسلام، فقد ترك المنتصرون العربُ المغلوبين أحراراً في أديانهم " !!
------------------------

وآخر ما نختم به هو ما تعلق بتشريع الجزية في الإسلام ..
وتعليق هؤلاء المنصفين عليها ...!

24#
حيث ذكر (وول ديورانت) في (موسوعة الحضارة) مقدار الجزية التي كان يأخذها المسلمون فقال :
" إن المبلغ يتراوح بين دينار وأربعة دنانير سنويًا " 

توضيح : الجزية قيمة ثابتة سنويا وتعد أيضا مقابل حماية المسلمين للبلاد ، وهي بأرقامها المتواضعة : لا تعد شيئا مثلا في مقابل زكاة مال المسلم الغني نفسه سنويًا ! والتي تبلغ 2.5 % من ماله إذا بلغ حد زكاة المال !!
 أي في الوقت الذي فيه الجزية (قيمة) ثابتة سنويا : فإن الزكاة (نسبة) متعلقة بحجم رأس المال تزيد بزيادته ! وكلاهما (أي الجزية والزكاة) ساقطة عن غير القادرين - وكلاهما تدخل بيت المال ليتم إنفاقها على أهل البلد وفقرائه واحتياجاته كما سنرى في منشور قادم.

بمعنى آخر كمثال :
لو لدينا تاجر مسلم رأس ماله في السنة 100.000 (مائة ألف) دينار ، وتاجر نصراني مثلًا يملك نفس القدر من رأس المال في السنة ، فإن التاجر النصراني سيدفع 4 دينار فقط (جزية الأغنياء) :
في حين سيدفع التاجر المسلم 2.5 % أي : 2500 دينار !!

ويواصل (وول ديورانت) بيانه للأصناف التي كانت تستثنيهم الجزية فيقول 
" وأنه كان يُعفى منها الرهبان ! والنساء ! والذكور الأقل من سن البلوغ ! والأرقاء ! والشيوخ ! والعجزة ! والعميان ! والفقراء ! وكان الذميون يُعفون في نظير هذه الجزية من الخدمة العسكرية ولا تفرض عليهم الزكاة " !

25#
ويقول (آدم ميتز) كلامًا مثل ذلك في كتابه (الحضارة الإسلامية 1/ 96) :
" كان أهل الذمة يدفعون الجزية : كلٌ منهم بحسب قدرته ، وكانت هذه الجزية أشبه بضريبة الدفاع الوطني ، فكان لا يدفعها إلا الرجل القادر على حمل السلاح ، فلا يدفعها ذوو العاهات ! ولا الرهبان وأهل الصوامع : إلا إذا كان لهم غنى " !!‏

ولكن قبل أن نستعرض أقوال هؤلاء المنصفين عن تاريخ الفتوحات الإسلامية المشرف : يجب إعطاء فكرة أولا عن الجهاد في الإسلام :

1- جهاد دفع : أي مقاومة المسلم للمحتل أو الغازي لأرضه .
2- جهاد طلب : وهو ضمان انتشار دين الله في الأرض والتعريف به وحمايته بلا أية عوائق .

وجهاد الطلب يكون بتخيير بلاد الكفر بين : 
1- عرض الإسلام عليها دين رب العالمين خالقهم وخالق كل البشر فتسلم (وبإسلامها يصير لا خوف على المسلمين فيها من بطش أو تعذيب أو مضايقات ونحوه)
2- بقاءها على دينها حيث لا تريد قتال المسلمين وهنا تدفع جزية سنوية للمسلمين وهي صاغرة .. والهدف أن البلد التي تدفع الجزية هي تعترف ضمنيا بسيادة دولة الإسلام وقوتها : فلا تفكر ساعتها في إيذاء المسلمين سواء الذين خارجها أو داخلها أو انتشار الإسلام بها أو تعين بلدا آخرا كافرا على دولة الإسلام
3- الحرب - ولاحظوا أنه لو كان هدف المسلمين الدنيا والغنائم إلخ : ما كانوا وضعوا الاختيار الأول أصلا !! أيضا من الجزية يتم الإنفاق على أهل البلد نفسها وهي مرفوعة عن المرأة والفقير والطفل والعجوز -

وعلى هذه الحالة : فإن للحروب الإسلامية وفتوحات الإسلام شأنا عجيبا اعترف به القاصي والداني بما لم يتحقق في أمة من الأمم على مدى التاريخ !! ولاحظوا أننا لا نتكلم عن قواعد شرعية راقية تحكم تعاملات المسلمين مع غيرهم في حال السلم بل : مع المدنيين العزل في حال الحرب الذي يستحل فيه أغلب البشر أبشع الجرائم في حقهم بدعوى أنها حالة خاصة يجوز فيها أي شيء في سبيل النصر !!

فهذا رسول الله يُعلم أصحابه فيقول :
" اغزوا باسم الله ، في سبيل الله ، قاتلوا مَن كفر بالله ، اغزوا ولا تغُلّوا ولا تغدروا ولا تمثلوا (أي تشويه القتلى والجثث) ولا تقتلوا وليدا " !! صحيح مسلم !!

وعن رباح بن ربيع قال :
" كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة ، فرأى الناس مجتمعين على شىء ، فبعث رجلا فقال : انظر علام اجتمع هؤلاء ؟! فجاء فقال : على امرأة قتيل (أي مقتولة) ، فقال : ما كانت هذه لتقاتل !! قال : وعلى المقدمة خالد بن الوليد ، فبعث رجلا فقال : قل لخالد : لا تقتلن امرأة ولا عسيفا " !! رواه أبو داود وصححه الألباني

ونهى عن الغدر حتى في الحرب ..! يقول صلى الله عليه وسلم :
" إن الغادر يُنصب له لواءٌ يوم القيامة فيُقال : هذه غَدْرة فلان بن فلان " !! رواه البخاري ومسلم ..

والآن : نترككم مع الثمرات ، ومع تطبيق الأقوال إلى أفعال .
وليس مثل النصارى وحروبهم القذرة كما سنرى بعد أو دساتير حقوق الإنسان والأسرى وعصابة الأمم التي تفتح الباب لأحقر جرائم الإبادة وقتل المدنيين العزل وتتعامى عن جرائم أمريكا وإسرائيل !

1# يقول (توماس آرنولد) في كتابه (الدعوة إلى الإسلام ص99) : 
" لم نسمع عن أية محاولة مُدبرة لإرغام غير المسلمين على قبول الإسلام ، أو عن أي اضطهاد منظم قصد منه استئصال الدين المسيحي من قِـبل المسلمين " !!

وعندما قام الرافضة الباطنيون العببديون (الذين تسموا زورا بالفاطميين) في مصر بإجبار الجميع على الدخول في ملتهم الكافرة (سواء المسلمين السنة أو حتى يهود ونصارى مصر) : كان الحادثين التاليين هما موقف الإسلام منهم حيث : (لا إكراه في الدين) !!

2# يذكر الحادثتين الدكتور (أيه إس ترتون) في كتابه (أهل الذمة في الإسلام ص214) حيث يقول :
" وهذا ما حصل بالفعل زمن الحاكم بأمر الله الفاطمي الشيعي الرافضي الذي أقل ما يوصف به هو الخبل والجنون ..! وكان من خبله : أن أكره كثيرين من أهل الذمة (أي اليهود والنصارى) على الإسلام !! فسمح لهم الخليفة (الظاهر) بالعودة إلى دينهم .. فارتد منهم الكثير بالفعل سنة 418 هـ " !!

" ولما تم جبر (موسى بن ميمون) على التظاهر بالإسلام : فر إلى مصر وعاد إلى دينه : فلم يعتبره القاضي (عبد الرحمن البيساني) مرتدا ، بل قال : رجل يُـكره على الإسلام : لا يصح إسلامه شرعا"

ويعلق على ذلك الدكتور (ترتون) نفسه فيقول : 
" وهذه عبارة تنطوي على التسامح الجميل " ..!

3# ويقول (ول ديورانت) في كتابه (قصة الحضارة 12/131) : 
" لقد كان أهل الذمة المسيحيون والزرادشتيون واليهود والصابئون يستمتعون في عهد الخلافة الأموية بدرجة من التسامح : لا نجد لها نظيرا في البلاد المسيحية في هذه الأيام !! فلقد كانوا أحرارا في ممارسة شعائر دينهم ، واحتفظوا بكنائسهم ومعابدهم " !!

ويقول أيضا في نفس الكتاب السابق : 
" وكان اليهود في بلاد الشرق الأدنى قد رحبوا بالعرب الذين حرروهم من ظلم حكامهم السابقين ، وأصبحوا يتمتعون بـ (كامل الحرية) في حياتهم وممارسة شعائر دينهم . وكان المسيحيون أحراراً في الاحتفال بأعيادهم ، وكان الحجاج المسيحيون يأتون أفواجا آمنين لزيارة الأضرحة المسيحية في فلسطين ، وأصبح المسيحيون (أي في بلاد المسلمين) والذين خرجوا على كنيسة الدولة البيزنطية (أي كنيسة روما) والذين كانوا يلقون صورا من الاضطهاد على يد بطاركة القسطنطينية وأورشليم والاسكندرية وإنطاكيا : أصبح هؤلاء الآن أحرارا آمنين تحت حكم المسلمين " !!

4# وينقل مترجم كتاب (حضارة العرب) لـ (غوستاف لوبون) في حاشية الصفحة 128 قول ما جاء عن (روبرتسن) في كتابه (تاريخ شارلكن) :
" إن المسلمين وحدهم هم الذين جمعوا بين (الغيرة لدينهم) ، و(روح التسامح) نحو أتباع الأديان الأخرى ، وإنهم مع امتشاقهم الحسام (أي السيف) نشرا لدينهم فقد تركوا مَن لم يرغبوا في هذا الدين أحراراً في التمسك بتعاليمهم الدينية " !!

5# وينقل أيضاً عن الراهب (ميشود) في كتابه (رحلة دينية في الشرق) قوله : 
" ومن المؤسف أن (تقتبس) الشعوب النصرانية من المسلمين (التسامح) !! والذي هو آية الإحسان بين الأمم !! واحترام عقائد الآخرين ، وعدم فرض أي معتقد عليهم بالقوة " !!

6# وينقل (أيه إس ترتون) مرة أخرى في كتابه (أهل الذمة في الإسلام ص159) شهادة البطريك (عيشو يابه) الذي تولى منصب (البابوية) حتى عام 657 هـ حيث يقول : 
" إن العرب الذين مكنهم الرب من السيطرة على العالم يعاملوننا كما تعرفون ، إنهم ليسوا بأعداء للنصرانية !! بل يمتدحون ملتنا !! ويوقرون قديسينا وقسسنا !! ويمدون يد العون إلى كنائسنا وأديرتنا " !!

7# ويقول المفكر الأسباني (بلاسكوا أبانيز) في كتابه (ظلال الكنيسة) متحدثاً عن الفتح الإسلامي للأندلس : 
" لقد أحسنت (أسبانيا) استقبال أولئك الرجال الذين قدموا إليها من القارة الإفريقية (يعني المسلمين) ، وأسلمتهم القرى برمتها بغير مقاومة ولا عداء !! فما هو إلا أن تقترب كوكبة من فرسان العرب من إحدى القرى : حتى تفتح لها الأبواب !! وتتلقاها بالترحاب !! فكانت غزواتهم غزوة (تمدين وحضارة) ولم تكن غزوة (فتح وقهر) ، ولم يتخل أبناء تلك الحضارة زمناً عن فضيلة (حرية الضمير) ، وهي الدعامة التي تقوم عليها كل عظمة حقة للشعوب !! فقبلوا في المدن التي ملكوها (كنائس النصارى) و (بيع اليهود – جمع بيعة) ولم يخشَ (المسجد) من (معابد الأديان) التي سبقته ، بل عرف لها حقها !! واستقر إلى جانبها غير حاسد لها ولا راغب في السيادة عليها " !!

8# ويقول المؤرخ الإنجليزي السير (توماس أرنولد) في كتابه (الدعوة إلى الإسلام ص51) : 
" لقد عامل المسلمون المنتصرون العرب : المسيحيين : بتسامح عظيم منذ القرن الأول للهجرة !! واستمر هذا التسامح في القرون المتعاقبة ، ونستطيع أن نحكم بحق أن القبائل المسيحية التي اعتنقت الإسلام قد اعتنقته عن (اختيار وإرادة حرة) !! وأن العرب المسيحيين الذين يعيشون في وقتنا هذا بين جماعات المسلمين : لخير شاهد على هذا التسامح " !!

9# وتقول المستشرقة الألمانية (زيغريد هونكه) في كتابها (شمس العرب تسطع على الغرب ص364) : 
" العرب (لم يفرضوا) على الشعوب (المغلوبة) الدخول في الإسلام ، فالمسيحيون والزرادشتية واليهود الذين لاقوا قبل الإسلام (أبشع أمثلة للتعصب الديني وأفظعها) سمح لهم جميعاً دون أي عائق يمنعهم بممارسة شعائر دينهم ، وترك المسلمون لهم بيوت عبادتهم وأديرتهم وكهنتهم وأحبارهم دون أن يمسوهم بأدنى أذى !! أو ليس هذا منتهى التسامح ؟!! أين روى التاريخ مثل تلك الأعمال ؟ ومتى ؟! "

10# ويقول المـؤرخ الإسباني (أولاغي) : 
" فخلال النصف الأول من القرن التـاسع : كـانت أقـلية مسيحية مُهمة تعيش في قرطبة وتمارس عبادتها بحرية كاملة " !!

11# ويقـول القس (إيِلوج) : 
" نعيش بينهم دون أنْ نتعرض إلى أيّ مضايقات في ما يتعلق بمعتقدنا " !!

12# ويبين لنا (توماس أرنولد) في كتابه (الدعوة إلى الإسلام ص93) أن 
" (خراج) مصر كان على عهد (عثمان رضي الله عنه) : (اثنا عشر مليون دينار) فنقص في عهد (معاوية رضي الله عنه) حتى بلغ (خمسة ملايين) ومثله كان في (خراسان) ، فتلاعب بعض الأمراء في شرع الله طمعا في (الخراج والجزية) ، فلم يُسقطهما بعض الأمراء عمّن أسلم من أهل الذمة !!!! ولهذا السبب قام أمير المؤمنين (عمر بن عبد العزيز) بعزل واليه على (خراسان) : (الجراح بن عبد الله الحكمي) وكتب له كلمته المشهورة : " إن الله تعالى بعث محمدا هاديا ، ولم يبعثه جابيا " !!

13# وينقل (الخربوطلي) عن المستشرق (دوزي) في كتابه (نظرات في تاريخ الإسلام) قوله : 
" إن تسامح ومعاملة المسلمين الطيبة لأهل الذمة : أدى إلى إقبالهم على الإسلام ، وأنهم رأوا فيه اليسر والبساطة : مما لم يألفوه في دياناتهم السابقة " !!

14 ويقول (غوستاف لوبون) في كتابه (حضارة العرب ص127) : 
" إن القوة لم تكن عاملاً في انتشار القرآن ، فقد ترك العرب المغلوبين أحراراً في أديانهم ، فإذا حدث أن انتحل بعض الشعوب النصرانية الإسلام ، واتخذ العربية لغة له : فذلك لما كان يتصف به العرب الغالبون من (ضروب العدل) الذي لم يكن للناس عهد بمثله !! ولِـما كان عليه الإسلام من (السهولة) التي لم تعرفها الأديان الأخرى " !! 

ويقول أيضا :
" وما جهله المؤرخون أن (حِلم) العرب الفاتحين و (تسامحهم) : كان من (الأسباب السريعة) في اتساع فتوحاتهم وفي سهولة (اقتناع) كثير من الأمم بدينهم ولغتهم !! والحق : أن الأمم لم تعرف (فاتحين رحماء متسامحين ) مثل العرب . ولا ديناً سمحاً مثل دينهم " !!

15# ويوافقه المؤرخ (ول ديورانت) فيقول في كتابه (قصة الحضارة) : 
" وعلى الرغم من منهج التسامح الديني التي كان ينتهجها المسلمون الأولون أو بسبب هذا المنهج : اعتنق الدين الجديدَ (معظمُ) المسيحيين ، وجميع (الزرادشتيين والوثنيين) إلا عددا قليلا منهم !! واستحوذ الدين الإسلامي على قلوب مئات الشعوب في البلدان الممتدة من (الصين وأندنوسيا) إلى (مراكش والأندلس) !! واستحوذ على خيالهم ، وسيطر على أخلاقهم !! وصاغ لهم حياتهم ، وبعث آمالا (تخفف عنهم بؤس الحياة ومتاعبها) " !!

16# ويقول (روبرتسون) في كتابه (تاريخ شارلكن) : 
" لكنا لا نعلم للإسلام (مجمعاً دينياً متسلطا) ، ولا (رُسلاً وراء الجيوش) ، ولا (رهبنة بعد الفتح) !! فلم يُكره الإسلام أحدا على اعتناقه (بالسيف ولا باللسان) ، بل دخل القلوب عن (شوق واختيار) ، وكان ذلك نتيجة ما جاء في القرآن من مواهب (التأثير) و (الأخذ بالأسباب) " !!

17# ويقول (آدم متز) في كتابه (الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري 2/93) : 
" ولما كان الشرع الإسلامي (خاصاً) بالمسلمين ، فقد أفسحت الدولة الإسلامية المجال بين أهل الملل الأخرى وبين (محاكمهم الخاصة بهم) ، والذي نعلمه من أمر هذه المحاكم أنها كانت (محاكم كنسية) ، وكان رؤساء المحاكم الروحيون يقومون فيها مقام (كبار القضاة) أيضاً . وقد كتبوا كثيراً من كتب القانون في ذلك الوقت ، ولم تقتصر أحكامهم على مسائل (الزواج) ، بل كانت تشمل إلى جانب ذلك مسائل (الميراث) وأكثر (المنازعات) التي تخص المسيحيين وحدهم : مما لا شأن للدولة الإسلامية به " !!

ويقول أيضاً : 
" أما في الأندلس ، فعندنا من مصدر جدير بالثقة أن النصارى : كانوا يفصلون في خصوماتهم بأنفسهم ، وأنهم لم يكونوا يلجؤون للقاضي المسلم إلا في مسائل القتل " !!

ملحوظة : رغم هذا الاعتراف الهام : إلا أنه في بلاد العرب ولاحتكاكهم الأطول والأقرب بالإسلام وعدله : فقد كانوا كثيرا ما يلجأون إلى شرعه !!

18# فينقل لنا (الخربوطلي) عن الدكتور (فيليب) في كتابه (تاريخ العرب) حديثه عن :
" رغبة أهل الذمة في (التحاكم) إلى التشريع الإسلامي !! واستئذانهم للسلطات الدينية في أن تكون (مواريثهم) حسب ما قرره الإسلام " !!

19# يقول الكاتب والباحث الفرنسي (ديسون) نقلا عن كتاب (محمد بن عبد الله ص 63 تعريب عمر أبو النصر 1934 م) : 
" من الخطأ أن يصدق المرء ما يروِّج له البعض من أن السيف كان المبشر الأول في تقدم الإسلام وتبسطه، ذلك أن السبب الأول في انتشار الإسلام يعود إلى هذه الأخوة الدينية الفريدة، وإلى هذه الحياة الجديدة الاجتماعية التي دعا إليها ومكَّن لها، ثم إلى هذه الحياة الشريفة الطاهرة التي راح يحياها محمد وخلفاؤه من بعده، والتي بلغت من العفة والتضحية حداً جعل الإسلام قوة عظيمة لا تغلب " !!

20# وتقول البريطانية الباحثة في الأديان (كارين أرمسترونج) في كتابها (سيرة النبي محمد ص 393) :
" إننا في الغرب بحاجة إلى أن نخلِّص أنفسنا من بعض أحقادنا القديمة، ولعل شخصاً مثل محمد يكون مناسباً للبدء، فقد كان رجلاً متدفق المشاعر.. وقد أسس ديناً وموروثاً حضارياً لم يكن السيف دعامته، برغم الأسطورة الغربية، وديناً اسمه الإسلام؛ ذلك اللفظ ذو الدلالة على السلام والوفاق " !!

21# ويقول المستشرق الهولندي (دوزي) في مقدمة كتابه (ملحق وتكملة القواميس العربية) :
" إن ظاهرة دين محمد تبدو لأول وهلة لغزاً غريباً! ولا سيما متى علمنا أن هذا الدين الجديد لم يُفرض فرضاً على أحد " !!

22# ويقول (توماس كارليل) في كتابه (الأبطال) نقلا ًعن كتاب (حقائق الإسلام وأباطيل خصومه ص 227 : عباس محمود العقاد : كتاب الهلال) 
" إن اتهام محمد بالتعويل على السيف في حمل الناس على الاستجابة لدعوته؛ سخف غير مفهوم!! إذ ليس مما يجوز في الفهم أن يُشهر رجل واحد سيفه ليقتل به الناس أو يستجيبوا لدعوته " !!..

23# ويقول (غوستاف لوبون) في كتابه (حضارة العرب ص 128- 129 تعريب عادل زعيتر: البابي الحلبي) :
" لقد أثبت التاريخ أن الأديان لا تفرض بالقوة، ولم ينتشر الإسلام بالسيف، بل انتشر بالدعوة وحدها، وبالدعوة وحدها اعتنقته الشعوب التي قهرت العرب مؤخراً كالترك والمغول، وبلغ القرآن من الانتشار في الهند التي لم يكن العرب فيها غير عابري سبيل.. ولم يكن الإسلام أقل انتشاراً في الصين التي لم يفتح العرب أي جزء منها قط " !!

ويقول قبلها في ص 127 :
" إن القوة لم تكن عاملاً في انتشار الإسلام، فقد ترك المنتصرون العربُ المغلوبين أحراراً في أديانهم " !!
------------------------

وآخر ما نختم به هو ما تعلق بتشريع الجزية في الإسلام ..
وتعليق هؤلاء المنصفين عليها ...!

24#
حيث ذكر (وول ديورانت) في (موسوعة الحضارة) مقدار الجزية التي كان يأخذها المسلمون فقال :
" إن المبلغ يتراوح بين دينار وأربعة دنانير سنويًا " 

توضيح : الجزية قيمة ثابتة سنويا وتعد أيضا مقابل حماية المسلمين للبلاد ، وهي بأرقامها المتواضعة : لا تعد شيئا مثلا في مقابل زكاة مال المسلم الغني نفسه سنويًا ! والتي تبلغ 2.5 % من ماله إذا بلغ حد زكاة المال !!
أي في الوقت الذي فيه الجزية (قيمة) ثابتة سنويا : فإن الزكاة (نسبة) متعلقة بحجم رأس المال تزيد بزيادته ! وكلاهما (أي الجزية والزكاة) ساقطة عن غير القادرين - وكلاهما تدخل بيت المال ليتم إنفاقها على أهل البلد وفقرائه واحتياجاته كما سنرى في منشور قادم.

بمعنى آخر كمثال :
لو لدينا تاجر مسلم رأس ماله في السنة 100.000 (مائة ألف) دينار ، وتاجر نصراني مثلًا يملك نفس القدر من رأس المال في السنة ، فإن التاجر النصراني سيدفع 4 دينار فقط (جزية الأغنياء) :
في حين سيدفع التاجر المسلم 2.5 % أي : 2500 دينار !!

ويواصل (وول ديورانت) بيانه للأصناف التي كانت تستثنيهم الجزية فيقول 
" وأنه كان يُعفى منها الرهبان ! والنساء ! والذكور الأقل من سن البلوغ ! والأرقاء ! والشيوخ ! والعجزة ! والعميان ! والفقراء ! وكان الذميون يُعفون في نظير هذه الجزية من الخدمة العسكرية ولا تفرض عليهم الزكاة " !

25#
ويقول (آدم ميتز) كلامًا مثل ذلك في كتابه (الحضارة الإسلامية 1/ 96) :
" كان أهل الذمة يدفعون الجزية : كلٌ منهم بحسب قدرته ، وكانت هذه الجزية أشبه بضريبة الدفاع الوطني ، فكان لا يدفعها إلا الرجل القادر على حمل السلاح ، فلا يدفعها ذوو العاهات ! ولا الرهبان وأهل الصوامع : إلا إذا كان لهم غنى " !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق