الجمعة، 25 يوليو 2014

60# مهدي حسن صحفي مسلم شيعي بريطاني من أصل هندي - يلقن الملحدين درسا قاسيا على قلبهم للحقائق وتزويرهم للتاريخ ونصوص القرآن


استكمالا للردود على لصق تهمة الإرهاب الظالم بالإسلام - والتي بدأناها في المنشور **49 - فندعوكم لمشاهدة هذا الدرس الساخر والقاسي مع تحفظنا على كون الأخ شيعي - وهو لم يتعرض في هذا المقطع الرائع لشيعته في شيء - وإنما تحدث كلاما يقوله أي مسلم سني - حيث الإسلام الشيعي خارج إيران والشام عموما هو أقرب بكثير إلى الإسلام السني - ، حيث ما قاله هو باختصار : فسوف نفرده نحن بالتفصيل في منشورات قادمة كثيرة بالأدلة كما أشرنا من قبل. ونترككم الآن مع المقطع . ويعقبه النص الكتابي لكلامه...



------------------------

مهدي حسن صحفى بريطانى مسلم شيعي من أصل هندى 3-4-2014

مَن يقل إن الإسلام وُلد فى المملكة العربية السعودية، أقل له إنه وُلد سنة ٦١٠ ميلادية، أما السعودية فولدت سنة ١٩٣٢ ميلادية، إذا فأنت متأخر بـ ١٣٢٢ سنة، وبمناسبة الحديث عن الرياضيات، فقد كان هناك رجل يدعى الخوارزمى، وكان أحد أعظم علماء الرياضيات فى التاريخ، وهو مسلم، حيث عمل فى فترة العصر الذهبى للإسلام، إنه الرجل الذى لم يخترع علم الجبر فقط، ولكن علم اللوغاريتمات أيضاً.

أقول لمن يحطم المسلمين ويلومهم فى كبح عجلة التطور والإنجازات الفكرية للغرب، إن مبتكر جائزة «بوليتزر» للشخصيات التاريخية، دانيال ديفيد ليفيرنج، قال إنه «لم تكن ستحدث أى نهضة أو إصلاح فى أوروبا بدون الدور الذى لعبه ابن سينا، وابن رشد، وبعض العظماء من الفلاسفة وكبار رجال العلم». فهناك مزيج من الأقوال والحقائق والأرقام المختارة والمعزولة عمداً، والتحريفات والتشويهات الخاطئة لخدمة مصالح ذاتية.

فمعاداة السامية التى كانت منتشرة فى بعض أنحاء المجتمع المسلم لم يكن سببها الدين الإسلامى، وقد قال لى الكاتب الصحفى اليهودى الأمريكى، توماس فريدمان، ذات مرة إنه يعتقد أنه إذا كان المسلمون يقودون أوروبا فى الأربعينيات من القرن الماضى لظل ٦ ملايين يهودى على قيد الحياة اليوم، لذلك لن آخذ دروساً فى معاداة السامية من شخص أتى هنا ليدافع عن القيم اليهودية والمسيحية لقارة قتلت ٦ ملايين يهودى.

أنا لا أرى أن أوروبا شريرة أو سيئة فأنا أوروبى وفخور بذلك، ولكن إذا كنا سنلعب هذه اللعبة العنيفة حيث نتحدث عن تفجيرات وأمثلة معادية للسامية فى المجتمع المسلم فأنا سأرد بدورى.

فالملحدون يرون جميع الأديان شريرة وعنيفة ومصدر تهديد، والبعض يتبجح بالدفاع القوى عن المسيحية ناسياً أن المسيحيين أعطونا الحروب الصليبية، ومحاكم التفتيش الإسبانية، والمذابح المنظمة لليهود، والاستعمار الأوروبى لإفريقيا، وآسيا، وجيش الرب للمقاومة فى يوغندا، ناهيك عن الحرق المتعمد والعشوائى للممتلكات، وهجمات التفجير فى عيادات الإجهاض فى الولايات المتحدة الأمريكية إلى هذا اليوم.

أنا أتبع ديناً فيه ١١٣ سورة من أصل ١١٤ فى القرآن تبدأ بتعريف رب الإسلام بأنه رحيم وغفور، ولا أتبع ديناً يقدم لى ربى بأنه إله الحرب، أو إله إغريقى غاضب، أو إله الكراهية والظلم، فعندما تقرأ القرآن ترى مدى الرحمة والحب والعدل..نعم هناك آيات تتحدث عن الحرب والعنف، فالإسلام يسمح بالعمليات العسكرية والعنف فى سياق معين ومحدد، ولكن هناك أقلية من المسلمين يأخذونه خارج ذلك السياق، ودافعهم ليس دينياً.

وقد قال أحد خبراء الإرهاب الرائدين فى أمريكا، البروفيسور روبرت بايب من جامعة شيكاجو، الذى درس كل قضية إرهاب انتحارى بشكل فردى بين عامى ١٩٨٠ و٢٠٠٥، ومجموعها ٣١٥ قضية، واستنتج منها أن هناك صلة صغيرة بين الإرهاب الانتحارى، وأصول التعاليم الإسلامية، أو الأديان فى العالم، وأكد أن الشىء المشترك بين جميع الهجمات الإرهابية الانتحارية تقريباً هو هدف علمانى، واستراتيجى معين لإخضاع دول الديمقراطية الحديثة لكى تسحب قواتها العسكرية من الأراضى التى يعتبرها الإرهابيون أوطانهم.

وأرى أن من يدعون أن الإسلام دين عنيف لديهم شىء مشترك مع تنظيم مثل القاعدة لأن كلا منهما يؤمن أن الإسلام دين عنيف يدعو للحروب، ولكن المشكلة هى أن عامة المسلمين لا يتفقون مع ذلك، فقد قامت مؤسسة «جالوب» بإجراء أكبر استطلاع للرأى بين المسلمين حول العالم، شمل ٥٠ ألف مسلم فى ٣٥ دولة، ووجد أن ٩٣% من المسلمين نبذوا أحداث ١١ سبتمبر، والهجمات الانتحارية، ومن خلال دراسة الـ٧% الذين رأوا خلاف ذلك، فقد اتضح أن أسبابهم لتبرير العنف كانت سياسية وليست دينية.

فهناك الملايين من المسلمين المسالمين، غير العدوانيين، والملتزمين بالقانون فى أوروبا وأسيا وإفريقيا، وما بعدها، والذين يرون الإسلام على أنه مصدر هويتهم، وهناك على الجانب الآخر المتعصبين الذين يريدون تقسيمنا جميعاً إلى مجموعتنا ومجموعتهم وما هو لنا، وما هو لهم، ولكننى أحثكم على أن تثقوا بالمسلمين الذين تعرفونهم، والذين لا يؤمنون بالعنف، أريدكم أن تستمعوا إلى الرسالة السلمية للقرآن كما يؤمنون هم بها، ويتعلمها أغلبية المسلمين، وهى أن الإسلام دين سلام ورحمة ومغفرة، وآت من القرآن وليس من القاعدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق