الجمعة، 25 يوليو 2014

63# حقائق تاريخية في كشف الأكاذيب حول الحريم وملكات اليمين في الإسلام


كثيرا ما يعتمد أطفال ومراهقو الإلحاد والعلمانية على صور زيتية مرسومة أو صور فوتوغرافية بالأبيض والأسود عن (الحريم) و (الجواري) التي في مواقف وديكورات (إسلامية) تثير التقزز من الرق والعبودية والاستباحة الجنسية بغير ضابط - فتجد صورة فوتوغرافية لفتاة عارية تماما وهي تسكب الماء لمسلم عجوز (وبالطبع لا يتساءل أحد مَن الذي سمح بتصوير ذلك ولماذا على فرض صحته) !! أو صورة زيتية مرسومة وملونة لسوق نخاسة يتم فيه فحص الفتيات والشابات عرايا تماما أمام الرجال باللبس العربي والإسلامي .

هي بالفعل مشاهد ومناظر مقززة لكل نفس وتعبر عن امتهان المرأة - ونحن نصدق هذه المناظر ولكن... في أي حالة غير العالم الإسلامي !! ذلك لأن كل الحضارات السابقة على المسلمين - بل واللاحقة أيضا - هي التي كانت تعامل المرأة كمتاع جنسي إن لم تكن كبيرة في السن أو عجوز (أي يتعاقب عليها أكثر من رجل ربما في الليلة الواحدة أو الجلسة الواحدة) بلا أدنى كرامة ولا إنسانية غصبا أو قهرا سواء كان ذلك لرجال البيت الواحد أبا وأبناء وأصدقائهم وأقاربهم ومعارفهم - أو عن طريق إكراههن وجبرهن على العمل في البغاء والدعارة للتكسب من ورائهن - روما - اليونان - العرب قبل الإسلام - أوروبا وأمريكا وفضائحهم مع العبيد والزنوج والهنود الحمر ومستعمراتهم وسجونهم ومعتقلاتهم وإلى اليوم !! بل حتى مع قدسية رابطة الزواج نفسه : لم ير العالم أمة احترمته وأحاطته بما يحفظ كرامة المرأة فيه مثل الإسلام !!

وكمثال فقط : نقرأ في الفقرة 4 من الرابط التالي :

كيف كان يُعرف في إنجلترا وحتى أواخر القرن التاسع عشر : ما يعرف بظاهرة : ((بيع الزوجة)) !! حيث كان يربطها زوجها بحبل من عنقها ليسحبها ليبيعها علنا لمَن يشتري !
الترجمة :
From the 1690s to the 1870s, “wife sale” was common in rural and small-town England. To divorce his wife, a husband could present her with a rope around her neck in a public sale to another man.
المصدر :
The History of Marriage as an Institution .by Larry R. Peterson, Ph.D. © 1997, Larry R. Peterson
-----------------------------------------------------

ونحن لا نريد هنا أن نتشعب في الحديث - لأنه لدينا منشورات قادمة أكثر من رائعة بإذن الله - ولكن نريد أن نعرف الآن سر هذه الصور الزيتية المرسومة وكذلك الصور الفوتوغرافية القذرة التي قلما تجد طفلا أو مراهقا ملحدا إلا ويهاجم الإسلام بها - على الرغم من أنك لو سألته عن مصدرها وتوثيقها التاريخي : فسيتهرب كالزئبق أو يصمت كالصنم !

بين أيدينا الآن بحث مختصر لما تم إلقائه من خلال مجموعة محاضرات معهد أورياس التدريبي الصيفي للمدرسين من الحضانة إلى الصف الثاني عشر - وذلك في الأيام من 25 إلى 29 يوليو 2011 - من 9 صباحا وحتى 4 عصرا ..

وهو معهد تاريخي متخصص في الدراسات الإقليمية وبخاصة الشرق الأدنى (أسيا) والأوسط (جزيرة العرب وأفريقيا) - وكان عنوان المحاضرات 
Absent Voices: Experience of common life in world history
Summarized by Timothy Doran, Ph.d

أصوات غائبة : خبرات الحياة العامة في تاريخ العالم ..
تلخيص : تيموثي دوران - الحاصل على الدكتوراة ..

Comparative Harems: Women, Sex and Family Structures from the Middle East to South & Southeast Asia 
Dr. Leslie Ann Woodhouse

مقارنة "الحريم" : النساء ، الجنس ، و البناء الأسري "من الشرق الأوسط إلى جنوب وجنوب شرق آسيا"
للدكتورة : ليزلي آن وودهاوس leslie.woodhouse@gmail.com

حيث سنتعرف معا على هذه النظرة الجنسية المريضة والمهووسة بنساء المسلمين داخل بيوتهم وحجابهم وسترهم : من أين جاءت وكيف نشأت وكيف أصلتها عشرات الأفلام السينمائية بعد ذلك في الغرب - بل وفي بلاد العرب أيضا مثل أفلام الخلفاء والسلاطين مثل (وا إسلاماه) التي تعمدت تشويه القصور من الداخل والاعتماد على كتب التاريخ المكذوبة مثل الأغاني للأصفهاني والكتب الشيعية وغيرها على غرار ما يجدونه في كتب اليهود والنصارى المحرفة -

لن نطيل ونترككم مع ترجمة الملخص - وسوف نعقبه بعد قليل بالنص الإنجليزي كامل لمَن يريد نشره لأهميته الكبيرة . مع الشكر للأخين (أبو حب الله - مسلم أسود) من منتدى التوحيد على الترجمة.

صورة: ‏63#
حقائق تاريخية في كشف الأكاذيب حول الحريم وملكات اليمين في الإسلام

كثيرا ما يعتمد أطفال ومراهقو الإلحاد والعلمانية على صور زيتية مرسومة أو صور فوتوغرافية بالأبيض والأسود عن (الحريم) و (الجواري) التي في مواقف وديكورات (إسلامية) تثير التقزز من الرق والعبودية والاستباحة الجنسية بغير ضابط - فتجد صورة فوتوغرافية لفتاة عارية تماما وهي تسكب الماء لمسلم عجوز (وبالطبع لا يتساءل أحد مَن الذي سمح بتصوير ذلك ولماذا على فرض صحته) !! أو صورة زيتية مرسومة وملونة لسوق نخاسة يتم فيه فحص الفتيات والشابات عرايا تماما أمام الرجال باللبس العربي والإسلامي .

هي بالفعل مشاهد ومناظر مقززة لكل نفس وتعبر عن امتهان المرأة - ونحن نصدق هذه المناظر ولكن... في أي حالة غير العالم الإسلامي !! ذلك لأن كل الحضارات السابقة على المسلمين - بل واللاحقة أيضا - هي التي كانت تعامل المرأة كمتاع جنسي إن لم تكن كبيرة في السن أو عجوز (أي يتعاقب عليها أكثر من رجل ربما في الليلة الواحدة أو الجلسة الواحدة) بلا أدنى كرامة ولا إنسانية غصبا أو قهرا سواء كان ذلك لرجال البيت الواحد أبا وأبناء وأصدقائهم وأقاربهم ومعارفهم - أو عن طريق إكراههن وجبرهن على العمل في البغاء والدعارة للتكسب من ورائهن - روما - اليونان - العرب قبل الإسلام - أوروبا وأمريكا وفضائحهم مع العبيد والزنوج والهنود الحمر ومستعمراتهم وسجونهم ومعتقلاتهم وإلى اليوم !! بل حتى مع قدسية رابطة الزواج نفسه : لم ير العالم أمة احترمته وأحاطته بما يحفظ كرامة المرأة فيه مثل الإسلام !!

وكمثال فقط : نقرأ في الفقرة 4 من الرابط التالي :
http://www.buddybuddy.com/peters-1.html

كيف كان يُعرف في إنجلترا وحتى أواخر القرن التاسع عشر : ما يعرف بظاهرة : ((بيع الزوجة)) !! حيث كان يربطها زوجها بحبل من عنقها ليسحبها ليبيعها علنا لمَن يشتري !
الترجمة :
From the 1690s to the 1870s, “wife sale” was common in rural and small-town England. To divorce his wife, a husband could present her with a rope around her neck in a public sale to another man.
المصدر :
The History of Marriage as an Institution .by Larry R. Peterson, Ph.D. © 1997, Larry R. Peterson
-----------------------------------------------------

ونحن لا نريد هنا أن نتشعب في الحديث - لأنه لدينا منشورات قادمة أكثر من رائعة بإذن الله - ولكن نريد أن نعرف الآن سر هذه الصور الزيتية المرسومة وكذلك الصور الفوتوغرافية القذرة التي قلما تجد طفلا أو مراهقا ملحدا إلا ويهاجم الإسلام بها - على الرغم من أنك لو سألته عن مصدرها وتوثيقها التاريخي : فسيتهرب كالزئبق أو يصمت كالصنم !

بين أيدينا الآن بحث مختصر لما تم إلقائه من خلال مجموعة محاضرات معهد أورياس التدريبي الصيفي للمدرسين من الحضانة إلى الصف الثاني عشر - وذلك في الأيام من 25 إلى 29 يوليو 2011 - من 9 صباحا وحتى 4 عصرا ..
http://orias.berkeley.edu/summer2011/Summer2011Home.htm  

وهو معهد تاريخي متخصص في الدراسات الإقليمية وبخاصة الشرق الأدنى (أسيا) والأوسط (جزيرة العرب وأفريقيا) - وكان عنوان المحاضرات 
Absent Voices: Experience of common life in world history
Summarized by Timothy Doran, Ph.d

أصوات غائبة : خبرات الحياة العامة في تاريخ العالم ..
تلخيص : تيموثي دوران - الحاصل على الدكتوراة ..

Comparative Harems: Women, Sex and Family Structures from the Middle East to South & Southeast Asia  
Dr. Leslie Ann Woodhouse

مقارنة "الحريم" : النساء ، الجنس ، و البناء الأسري "من الشرق الأوسط إلى جنوب وجنوب شرق آسيا"
للدكتورة : ليزلي آن وودهاوس leslie.woodhouse@gmail.com

حيث سنتعرف معا على هذه النظرة الجنسية المريضة والمهووسة بنساء المسلمين داخل بيوتهم وحجابهم وسترهم : من أين جاءت وكيف نشأت وكيف أصلتها عشرات الأفلام السينمائية بعد ذلك في الغرب - بل وفي بلاد العرب أيضا مثل أفلام الخلفاء والسلاطين مثل (وا إسلاماه) التي تعمدت تشويه القصور من الداخل والاعتماد على كتب التاريخ المكذوبة مثل الأغاني للأصفهاني والكتب الشيعية وغيرها على غرار ما يجدونه في كتب اليهود والنصارى المحرفة -

لن نطيل ونترككم مع ترجمة الملخص - وسوف نعقبه بعد قليل بالنص الإنجليزي كامل لمَن يريد نشره لأهميته الكبيرة . مع الشكر للأخين (أبو حب الله - مسلم أسود) من منتدى التوحيد على الترجمة.
-------------------------------------------------------------------

يعد مصطلح "الحريم" إشكالا وفائدة معا !!.. ويعد مشحونا بأفكار وعواطف من الصعب تتبع أصلها .. وهو يميل للارتباط والتعلق بالمواضيع الخمسة التالية :
1 - المكان (ويقصد به المكان المخصص لوجود الحريم)
2 – الجنس (وهو ممارسة الجماع معهن) 
3 - العبودية (وهي الرق)
4 – الانعزالية (أي بالنسبة لهن في المجتمع)
5 – السلطان / السيد (بمعنى مالك الحريم)

لقد ظهر مصطلح الحريم مرتبطا بالتخيلات عن بلاد الشرق عندما صارت إفريقيا ، آسيا ، والشرق الأدنى مواقع استعمار محتملة .. ولقد ظهر لأول مرة للغرب في مقال الليدي : ماري ورتلي مونتاغو : عن الحريم في القرن الثامن عشر ، ثم في كتاب "وصف مصر" المكون من اثني عشر مجلداً خلال حقبة نابليون (1798-1801م) والذي اقتبس منه المستشرقون لعدة أجيال .. وظهر كذلك في صور مدرسة المستشرقين للرسم .. مثل لوحة : إنجريس : "الجارية الكبرى" أو (Ingres’ La Grande Odalisque) والمرسومة قرابة عام 1814م .. والتي تظهر فيها نساء شبه عاريات مسترخيات على أثاث داخلي بتصميم غير مألوف بينما يدلكهن عبيد سود !.. وهو ما يوحي بالانحلال الجنسي والعبودية.

المصورون بدورهم نظروا إلى لوحات المستشرقين هذه كنماذج (موديلات نسائية) لتصاويرهم الفوتوغرافية !!.. فقاموا بعمل صور فوتوغرافية (حقيقية هذه المرة) كدعاية في بلاد مستعمراتهم : على أن تسافر هذه الصور (الحقيقية) بدورها إلى أوروبا من جديد في صورة بطاقات بريدية !!!.. وبذلك تم انتشار صور الحريم "الحقيقية" من المناطق المستعمرة إلى المستهلكين الأوروبيين !!.. 

في كتابه "الحريم الاستعماري" يصرح مالك عالولا : "ليس بذي أهمية كبيرة إن نفدت لوحات المستشرقين أو فقدت جاذبيتها .. فمجال التصوير قد تدخل ليتولى مهمة إثارة الخيالات في أدنى مستوياتها !!.. ولقد صارت تؤديها البطاقات البريدية بشكل أفضل .. حتى صارت تمثل إثارة أمنيات وخيالات الرجل الفقير !! (أي امتلاك حريم عاريات وجميلات مثل التي يراها) !

كل ذلك بالرغم من أن الحريم الحقيقي كن دوما مستورات عن النظر خلف الحجاب والنقاب وجدران المنازل في الجزائر وتركيا والمغرب والتي كانت محجوبة عن الأوروبيين !!.. بل ومن المعروف أن المرأة المسلمة المحترمة ما كانت لتسمح بالتقاط صورة لها من داخل المنزل وهي غير محتشمة في ملابسها !!!.. وبرغم ذلك - فإن المنع من الاطلاع على الحريم بالنظر إليهن قد ألهب الخيال الغربي !!.. وازدادت معه جرعات الإنتاج الغربي للصور التي تستغل ذلك الغموض والحجب الخاص بالحريم !!..

ولقد أعطت أفلام العشرينيات من القرن الماضي مثل "ضائع في الحريم" .. و "لص بغداد" لدوغلاس فايربانكس : صوراً نمطية عن الحريم في أوسع خطاب ثقافي للأوروبيين المشاركين في السياسة والاستعمار .. وفي هذه الحوارات كان تعدد الزوجات يعتبر "رمزاً للهمجية والبربرية" ضد النساء !!.. كما اعتبر رمزاً للتخوف العرقي حيث كان السود المخصيون يُجندون كحراسة في مواقع الحريم قرب النساء "البيض" !!.. وبذلك تم تصوير "الحريم" للدلالة على معاناة النساء من الحبس والقهر على يد الأسياد !!.. وفي المقابل : فإن مفاهيم الغرب بشأن البيت والأسرة في أواخر الفرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين قد كيفت البيت والأسرة مع ثقافة الديموقراطية القومية في البلاد !!.. حيث كان يتم إعداد مواطن مستقل التفكير ليحكم نفسه بنفسه .. ولكن بالنسبة للعثمانيين والآسيويين فإن تعدد الحريم كان ظاهرة خصوصية منزلية في المقام الأول حيث كان التميز الجنسي (أي الذكور عن الإناث) والأعراف الاجتماعية لها معاني مختلفة تتماشى أيضا مع ثقافة هذه البلاد ..

وبغض النظر عن الفهم الخاطيء لكلمة حريم : ماذا تعني هذه الكلمة في الواقع ؟.. دعونا نبدأ في تحديد الأصل .. كلمة "حريم" تأتي من الجذر العربي "حرام" .. والذي وصل للإنجليزية عبر الأتراك عام 1634م .. وهو يعني "ممنوع" أو "يمنع مقاربته" .. وهذا حرفياً يعني شيئاً محرماً أو يبقى في مكان آمن .. وهو من الجذر "حرّمَ" والذي يعني تحريم الشيء أو استبعاده .. وهو المعاكس لكلمة "حلال" والتي تعني "مسموح به" أو "غير مقيد" ..

ويمكن عمل مقارنة بناءة بين ثلاثة أنواع من الحريم :
1 – حريم القصور العثمانية من القرن السابع عشر حتى الثامن عشر
2 – حريم المستعمرة الهندية من القرن السابع عشر حتى العشرين
3 – حريم سيام في تايلاند في القرنين التاسع عشر والعشرين

وتقدم الدكتورة وودهاوس توضيحا مفاده : إنه من المشكل معاملة مستعمرة الهند كوحدة واحدة .. في معظم الهند كان يتم دفع الضريبة للقوات الاستعمارية البريطانية : وكان يتم ترك البناء المحلي الاجتماعي والسياسي دون مساس .. وأما بعض المسلمين الذين حكموا أجزاءً من الهند وكذلك بعض الأجزاء التي حكمها ملوك هندوسيون : فقد قدموا لها بعض التجانس ..

هل كان حيز الحريم نفسه عاماً أم خاصاً ، محليا أم عاما ؟ الجواب : هو أن كلا الاحتمالين خاطئين .. لأن تقسيم هذا الحيز بين المحلي والعام هو سياسياً تقسيم مُضلِل !!.. إذ أن استخدام هذا الحيز كان يتصور بشكل مختلف تماما !!.. فكجزء مثلا من المنازل الملكية : فمصطلح الحريم كان مزدوجاً ذا معان مختلفة في الفئات الاجتماعية المتواجدة في تلك المجتمعات .

ولكن لماذا يتم عزل النساء في الأصل ؟ هل هذا متعلق بنوع الجنس أم الحالة ؟ لماذا يتم حجب النساء عن النظر ؟ لماذا يتم تقييد حرياتهن ؟ لا يمكن لمثل هذا الأسلوب في التعامل أن يوضح القضية الراهنة .. كثير من الناس عاشوا في هذه القصور والتي هي أكثر الأماكن حجبا وخصوصية .. والتي تحوي العديد من الأماكن تحت حراسة بوابين !.. وبالفعل كان نوع الجنس والحالة ذوي أثر في هذا ولكن ذلك يختلف من سياق لآخر .. العزل العثماني للنساء كان تأكيدا للمفهوم الإسلامي عن الخصوصية . ولكن لم يكن يسمح للأميرات الملكيات بالإنجاب (أي والزواج بمقتضى الحال) حتى يصلن إلى العرش .. وهذا المستوى من الخصوصية كان أشد صرامة من مستوى باقي النساء .. أما في بلاد سيام .. فلم يكن يسمح برؤية النخبة الحاكمة .. بل ولم يكن لأحد أن يقابل شخصاً من العائلة المالكة وجها لوجه خشية الموت !!.. ولم يتغير ذلك الوضع حتى أواخر القرن التاسع عشر .. وعلى ذلك تشابهت قصور العثمانيين والسياميين في نقاط مشتركة كثيرة .. وكانت القصور مزدحمة وأشبه بالمتاهات حتى تحصل النساء على مساكن في جدرانها ..

ولكن .. هل كانت السراري أو الحريم مرتعاً جنسياً للرجل الواحد ؟.. السراري في الإسلام كن محدودات .. وكمثال : فإنه كان للسلطان مراد الخامس تسعة نساء أنجب منهن سبعة أبناء .. وكان للسلطان عبد الحميد ثلاث عشرة امرأة أنجب منهن سبعة عشر من الأبناء .. وكان لرشاد خمسة نساء أنجب منهن أربعة أبناء .. وكان لفهد الدين أيضا خمسة نساء أنجب منهن أربعة أبناء .. 

في حين لم يكن هناك حد لدى الملك التايلاندي شولالون كورن – راما الخامس – (1868-1910) والذي كانت لديه 143 امرأة و 77 من الأبناء !!.. حيث في النظام التايلاندي كانت كثرة الأبناء توسع مجال المرشحين للمواقع الهامة بالإضافة إلى الملكية نفسها ..

وأما خارج القصر .. فكم من أصحاب الطبقات الراقية مارسوا تعدد الزوجات ؟ إحصائياً : عددهم قليل .. إحدى الدراسات تقدر أنه في إسطنبول فقط 2.3 % من الذكور كانت لديهم قدرة مادية تكفي لإعالة أكثر من زوجة واحدة ..! وفي المجتمعات المسلمة في شمال إفريقيا وجنوب آسيا النسبة أقل من خمسة بالمئة !!..

هل كانت الإماء تعتبرن جزءاً من الحريم ؟ (الإماء جمع أمة وهي في النساء مثل العبد في الرجال - وليس بالضرورة أن تكون مباحة للجماع لسيدها كملكة يمين أو سرية وإنما للخدمة) الإجابة : نعم .. ولكن مصطلح "الإماء" يحتاج إلى تعريف دقيق وبحذر .. حيث عادة ما تجعلنا هذه الكلمة نفكر في الاستعباد الأمريكي في المزارع .. ولكن الإماء الحريم في المنازل : كانت لديهن واجبات أقل قسوة من ذلك .. بل الأشخاص من طبقات اقتصادية أدنى والذين أرادوا تحسين حالهم : كانوا يبيعون بناتهم لأصحاب القصور .. ورغم أنهن كن إماء (أي جواري) إلا أنهن تلقين تدريبات على السلوكيات والتقاليد الراقية مما مكنهن من العمل لدى / أو الزواج من بيوت النخبة في المجتمع .. وذلك يمكن اعتباره مستقبل مرموق !!.. (ومعلوم في الإسلام أن السيد يمكن أن يهب الأمة حريتها في أي وقت .. وأنه إذا اتخذها سرية له وأنجبت منه فهذا يعتقها تلقائيا فيما بعد) !!.. فالرق كان في أغلب الأحيان شيء مؤقت في هذه المجتمعات ..! بل والواجبات المنزلية مثل تربية الأطفال وإرضاعهم إلخ : كان يقوم بها النساء الحريم داخل البيوت سواء كن إماء (أي جاريات) أو غير إماء (كالزوجات والأمهات الأحرار إلخ) .. 

< ملحوظة : لا يجوز في الإسلام شرعا بيع إنسان حر ولا بيع الأبناء ولا البنات لا من فقر ولا غيره >

وأما المخصيون فكانوا غائبين في المجتمعات السيامية .. ولكن حاضرين في المجتمعات الجنوب آسيوية والعثمانية (ولعل الكاتب هنا لم يفرق بين المخصيون وبين المماليك الذين كانوا يتزوجون ويتقلدون المناصب) .. حيث في النهاية صاروا يتقلدون بشكل متقطع مناصب عالية وذات نفوذ في المجتمع ..

والآن .. مَن اللاتي كن نساء "الحريم" ؟ الإجابة : كن جواري وأميرات ونساء من كل الطبقات الاجتماعية !!.. من إماء إلى خادمات إلى قريبات ملوك إلى زوجات إلى سراري إلى أمهات السلاطين !!.. كن نساء من كل أطياف الإدارة والنفوذ !!.. وكانت هذه هي الحقيقة في حالة الحريم في بلاد العثمانيين والسياميين ..! حيث لا يمكن لنا فعلياً اعتبار نساء الحريم شيئاً واحداً مطلقاً .. فالتعريف غير موحد .. والتفاوت في الاحتمالات واختلاف التجارب والخبرات كان موجودا في نطاق الحريم ..

هل مارست هؤلاء النسوة نفوذاً سياسياً ؟ إن دورة حياة النساء في القصور وخاصة النساء ذوات المكانة العالية : عادة ما ربط عائلاتهن بالعائلة الملكية بصلات دم (أي زواج ومصاهرة) .. وصرن يُـقدمن بقرابتهن خدمات المساعدة (أي المشورة) في توحيد المركز والأطراف (أي بالنسبة للحكم وإدارة البلاد) !.. وبطبيعة الحال كان الأمر أكثر سهولة في التدخل بهذه الصورة في أماكن المحيط الخاجي ..! لقد كان أولئك النسوة يقابلن الملك (أي على علاقة مباشرة به) أكثر حتى من مستشاريه !!.. وهذا كان الواقع حقا بالنسبة لنساء حريم الدولة العثمانية .. حيث في قصر توبكابي (أي الباب العالي مركز خلافة الدولة العثمانية في اسطنبول) : لم يكن يفصل النساء إلا جدار واحد فقط عن النشاطات السياسية في القصر !!.. حيث كانت الدائرة الداخلية : هي فعلاً دائرة داخلية (أي للحكم واتخاذ القرارات !)

هل كان نظام "الحريم" أمراً سيئاً للنساء ؟ عادة ما تظهر هذه القضية في خطابات المستعمرات الأوروبية !!.. ولكن في هذه الحالات (أي حالات الحريم) فقد كانت مكانة النساء والوصول إلى أطفالهن : كانا محميين أكثر من أي مكان آخر (يقصد أن تلك كانت ميزة لنظام الحريم في حماية النساء وأبنائهن ومختلف حقوقهن كزوجات أو غيره) !!.. في تايلاند .. وحين تم التخلص من تعدد الزوجات وصار الزواج بامرأة واحدة هو النوع القانوني الوحيد من الزواج : فإن علاقات التعدد استمرت ولكن ... لم تعد تتمتع النساء بنفس الإقرار الاجتماعي الذي كان في حالة التعدد ..! ومن الواضح أن ذلك كان وضعًا أقل عدلاً لكل من هؤلاء النساء في تلك العلاقات وأبنائهن !!.. وبذلك في الانتقال من نظام التعدد إلى نظام الزوجة الواحدة : فقدت النساء حقوق الامتياز المتعارف عليها التي كن يتمتعن بها في الماضي !!.. ويجب علينا تجنب الأحكام السطحية في ذلك !!.. الملوك السياميون حاولوا التقليل من التعدد حتى القرن التاسع عشر ..‏
-------------------------------------------------------------------

يعد مصطلح "الحريم" إشكالا وفائدة معا !!.. ويعد مشحونا بأفكار وعواطف من الصعب تتبع أصلها .. وهو يميل للارتباط والتعلق بالمواضيع الخمسة التالية :
1 - المكان (ويقصد به المكان المخصص لوجود الحريم)
2 – الجنس (وهو ممارسة الجماع معهن) 
3 - العبودية (وهي الرق)
4 – الانعزالية (أي بالنسبة لهن في المجتمع)
5 – السلطان / السيد (بمعنى مالك الحريم)

لقد ظهر مصطلح الحريم مرتبطا بالتخيلات عن بلاد الشرق عندما صارت إفريقيا ، آسيا ، والشرق الأدنى مواقع استعمار محتملة .. ولقد ظهر لأول مرة للغرب في مقال الليدي : ماري ورتلي مونتاغو : عن الحريم في القرن الثامن عشر ، ثم في كتاب "وصف مصر" المكون من اثني عشر مجلداً خلال حقبة نابليون (1798-1801م) والذي اقتبس منه المستشرقون لعدة أجيال .. وظهر كذلك في صور مدرسة المستشرقين للرسم .. مثل لوحة : إنجريس : "الجارية الكبرى" أو (Ingres’ La Grande Odalisque) والمرسومة قرابة عام 1814م .. والتي تظهر فيها نساء شبه عاريات مسترخيات على أثاث داخلي بتصميم غير مألوف بينما يدلكهن عبيد سود !.. وهو ما يوحي بالانحلال الجنسي والعبودية.

المصورون بدورهم نظروا إلى لوحات المستشرقين هذه كنماذج (موديلات نسائية) لتصاويرهم الفوتوغرافية !!.. فقاموا بعمل صور فوتوغرافية (حقيقية هذه المرة) كدعاية في بلاد مستعمراتهم : على أن تسافر هذه الصور (الحقيقية) بدورها إلى أوروبا من جديد في صورة بطاقات بريدية !!!.. وبذلك تم انتشار صور الحريم "الحقيقية" من المناطق المستعمرة إلى المستهلكين الأوروبيين !!.. 

في كتابه "الحريم الاستعماري" يصرح مالك عالولا : "ليس بذي أهمية كبيرة إن نفدت لوحات المستشرقين أو فقدت جاذبيتها .. فمجال التصوير قد تدخل ليتولى مهمة إثارة الخيالات في أدنى مستوياتها !!.. ولقد صارت تؤديها البطاقات البريدية بشكل أفضل .. حتى صارت تمثل إثارة أمنيات وخيالات الرجل الفقير !! (أي امتلاك حريم عاريات وجميلات مثل التي يراها) !

كل ذلك بالرغم من أن الحريم الحقيقي كن دوما مستورات عن النظر خلف الحجاب والنقاب وجدران المنازل في الجزائر وتركيا والمغرب والتي كانت محجوبة عن الأوروبيين !!.. بل ومن المعروف أن المرأة المسلمة المحترمة ما كانت لتسمح بالتقاط صورة لها من داخل المنزل وهي غير محتشمة في ملابسها !!!.. وبرغم ذلك - فإن المنع من الاطلاع على الحريم بالنظر إليهن قد ألهب الخيال الغربي !!.. وازدادت معه جرعات الإنتاج الغربي للصور التي تستغل ذلك الغموض والحجب الخاص بالحريم !!..

ولقد أعطت أفلام العشرينيات من القرن الماضي مثل "ضائع في الحريم" .. و "لص بغداد" لدوغلاس فايربانكس : صوراً نمطية عن الحريم في أوسع خطاب ثقافي للأوروبيين المشاركين في السياسة والاستعمار .. وفي هذه الحوارات كان تعدد الزوجات يعتبر "رمزاً للهمجية والبربرية" ضد النساء !!.. كما اعتبر رمزاً للتخوف العرقي حيث كان السود المخصيون يُجندون كحراسة في مواقع الحريم قرب النساء "البيض" !!.. وبذلك تم تصوير "الحريم" للدلالة على معاناة النساء من الحبس والقهر على يد الأسياد !!.. وفي المقابل : فإن مفاهيم الغرب بشأن البيت والأسرة في أواخر الفرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين قد كيفت البيت والأسرة مع ثقافة الديموقراطية القومية في البلاد !!.. حيث كان يتم إعداد مواطن مستقل التفكير ليحكم نفسه بنفسه .. ولكن بالنسبة للعثمانيين والآسيويين فإن تعدد الحريم كان ظاهرة خصوصية منزلية في المقام الأول حيث كان التميز الجنسي (أي الذكور عن الإناث) والأعراف الاجتماعية لها معاني مختلفة تتماشى أيضا مع ثقافة هذه البلاد ..

وبغض النظر عن الفهم الخاطيء لكلمة حريم : ماذا تعني هذه الكلمة في الواقع ؟.. دعونا نبدأ في تحديد الأصل .. كلمة "حريم" تأتي من الجذر العربي "حرام" .. والذي وصل للإنجليزية عبر الأتراك عام 1634م .. وهو يعني "ممنوع" أو "يمنع مقاربته" .. وهذا حرفياً يعني شيئاً محرماً أو يبقى في مكان آمن .. وهو من الجذر "حرّمَ" والذي يعني تحريم الشيء أو استبعاده .. وهو المعاكس لكلمة "حلال" والتي تعني "مسموح به" أو "غير مقيد" ..

ويمكن عمل مقارنة بناءة بين ثلاثة أنواع من الحريم :
1 – حريم القصور العثمانية من القرن السابع عشر حتى الثامن عشر
2 – حريم المستعمرة الهندية من القرن السابع عشر حتى العشرين
3 – حريم سيام في تايلاند في القرنين التاسع عشر والعشرين

وتقدم الدكتورة وودهاوس توضيحا مفاده : إنه من المشكل معاملة مستعمرة الهند كوحدة واحدة .. في معظم الهند كان يتم دفع الضريبة للقوات الاستعمارية البريطانية : وكان يتم ترك البناء المحلي الاجتماعي والسياسي دون مساس .. وأما بعض المسلمين الذين حكموا أجزاءً من الهند وكذلك بعض الأجزاء التي حكمها ملوك هندوسيون : فقد قدموا لها بعض التجانس ..

هل كان حيز الحريم نفسه عاماً أم خاصاً ، محليا أم عاما ؟ الجواب : هو أن كلا الاحتمالين خاطئين .. لأن تقسيم هذا الحيز بين المحلي والعام هو سياسياً تقسيم مُضلِل !!.. إذ أن استخدام هذا الحيز كان يتصور بشكل مختلف تماما !!.. فكجزء مثلا من المنازل الملكية : فمصطلح الحريم كان مزدوجاً ذا معان مختلفة في الفئات الاجتماعية المتواجدة في تلك المجتمعات .

ولكن لماذا يتم عزل النساء في الأصل ؟ هل هذا متعلق بنوع الجنس أم الحالة ؟ لماذا يتم حجب النساء عن النظر ؟ لماذا يتم تقييد حرياتهن ؟ لا يمكن لمثل هذا الأسلوب في التعامل أن يوضح القضية الراهنة .. كثير من الناس عاشوا في هذه القصور والتي هي أكثر الأماكن حجبا وخصوصية .. والتي تحوي العديد من الأماكن تحت حراسة بوابين !.. وبالفعل كان نوع الجنس والحالة ذوي أثر في هذا ولكن ذلك يختلف من سياق لآخر .. العزل العثماني للنساء كان تأكيدا للمفهوم الإسلامي عن الخصوصية . ولكن لم يكن يسمح للأميرات الملكيات بالإنجاب (أي والزواج بمقتضى الحال) حتى يصلن إلى العرش .. وهذا المستوى من الخصوصية كان أشد صرامة من مستوى باقي النساء .. أما في بلاد سيام .. فلم يكن يسمح برؤية النخبة الحاكمة .. بل ولم يكن لأحد أن يقابل شخصاً من العائلة المالكة وجها لوجه خشية الموت !!.. ولم يتغير ذلك الوضع حتى أواخر القرن التاسع عشر .. وعلى ذلك تشابهت قصور العثمانيين والسياميين في نقاط مشتركة كثيرة .. وكانت القصور مزدحمة وأشبه بالمتاهات حتى تحصل النساء على مساكن في جدرانها ..

ولكن .. هل كانت السراري أو الحريم مرتعاً جنسياً للرجل الواحد ؟.. السراري في الإسلام كن محدودات .. وكمثال : فإنه كان للسلطان مراد الخامس تسعة نساء أنجب منهن سبعة أبناء .. وكان للسلطان عبد الحميد ثلاث عشرة امرأة أنجب منهن سبعة عشر من الأبناء .. وكان لرشاد خمسة نساء أنجب منهن أربعة أبناء .. وكان لفهد الدين أيضا خمسة نساء أنجب منهن أربعة أبناء .. 

في حين لم يكن هناك حد لدى الملك التايلاندي شولالون كورن – راما الخامس – (1868-1910) والذي كانت لديه 143 امرأة و 77 من الأبناء !!.. حيث في النظام التايلاندي كانت كثرة الأبناء توسع مجال المرشحين للمواقع الهامة بالإضافة إلى الملكية نفسها ..

وأما خارج القصر .. فكم من أصحاب الطبقات الراقية مارسوا تعدد الزوجات ؟ إحصائياً : عددهم قليل .. إحدى الدراسات تقدر أنه في إسطنبول فقط 2.3 % من الذكور كانت لديهم قدرة مادية تكفي لإعالة أكثر من زوجة واحدة ..! وفي المجتمعات المسلمة في شمال إفريقيا وجنوب آسيا النسبة أقل من خمسة بالمئة !!..

هل كانت الإماء تعتبرن جزءاً من الحريم ؟ (الإماء جمع أمة وهي في النساء مثل العبد في الرجال - وليس بالضرورة أن تكون مباحة للجماع لسيدها كملكة يمين أو سرية وإنما للخدمة) الإجابة : نعم .. ولكن مصطلح "الإماء" يحتاج إلى تعريف دقيق وبحذر .. حيث عادة ما تجعلنا هذه الكلمة نفكر في الاستعباد الأمريكي في المزارع .. ولكن الإماء الحريم في المنازل : كانت لديهن واجبات أقل قسوة من ذلك .. بل الأشخاص من طبقات اقتصادية أدنى والذين أرادوا تحسين حالهم : كانوا يبيعون بناتهم لأصحاب القصور .. ورغم أنهن كن إماء (أي جواري) إلا أنهن تلقين تدريبات على السلوكيات والتقاليد الراقية مما مكنهن من العمل لدى / أو الزواج من بيوت النخبة في المجتمع .. وذلك يمكن اعتباره مستقبل مرموق !!.. (ومعلوم في الإسلام أن السيد يمكن أن يهب الأمة حريتها في أي وقت .. وأنه إذا اتخذها سرية له وأنجبت منه فهذا يعتقها تلقائيا فيما بعد) !!.. فالرق كان في أغلب الأحيان شيء مؤقت في هذه المجتمعات ..! بل والواجبات المنزلية مثل تربية الأطفال وإرضاعهم إلخ : كان يقوم بها النساء الحريم داخل البيوت سواء كن إماء (أي جاريات) أو غير إماء (كالزوجات والأمهات الأحرار إلخ) .. 

< ملحوظة : لا يجوز في الإسلام شرعا بيع إنسان حر ولا بيع الأبناء ولا البنات لا من فقر ولا غيره >

وأما المخصيون فكانوا غائبين في المجتمعات السيامية .. ولكن حاضرين في المجتمعات الجنوب آسيوية والعثمانية (ولعل الكاتب هنا لم يفرق بين المخصيون وبين المماليك الذين كانوا يتزوجون ويتقلدون المناصب) .. حيث في النهاية صاروا يتقلدون بشكل متقطع مناصب عالية وذات نفوذ في المجتمع ..

والآن .. مَن اللاتي كن نساء "الحريم" ؟ الإجابة : كن جواري وأميرات ونساء من كل الطبقات الاجتماعية !!.. من إماء إلى خادمات إلى قريبات ملوك إلى زوجات إلى سراري إلى أمهات السلاطين !!.. كن نساء من كل أطياف الإدارة والنفوذ !!.. وكانت هذه هي الحقيقة في حالة الحريم في بلاد العثمانيين والسياميين ..! حيث لا يمكن لنا فعلياً اعتبار نساء الحريم شيئاً واحداً مطلقاً .. فالتعريف غير موحد .. والتفاوت في الاحتمالات واختلاف التجارب والخبرات كان موجودا في نطاق الحريم ..

هل مارست هؤلاء النسوة نفوذاً سياسياً ؟ إن دورة حياة النساء في القصور وخاصة النساء ذوات المكانة العالية : عادة ما ربط عائلاتهن بالعائلة الملكية بصلات دم (أي زواج ومصاهرة) .. وصرن يُـقدمن بقرابتهن خدمات المساعدة (أي المشورة) في توحيد المركز والأطراف (أي بالنسبة للحكم وإدارة البلاد) !.. وبطبيعة الحال كان الأمر أكثر سهولة في التدخل بهذه الصورة في أماكن المحيط الخاجي ..! لقد كان أولئك النسوة يقابلن الملك (أي على علاقة مباشرة به) أكثر حتى من مستشاريه !!.. وهذا كان الواقع حقا بالنسبة لنساء حريم الدولة العثمانية .. حيث في قصر توبكابي (أي الباب العالي مركز خلافة الدولة العثمانية في اسطنبول) : لم يكن يفصل النساء إلا جدار واحد فقط عن النشاطات السياسية في القصر !!.. حيث كانت الدائرة الداخلية : هي فعلاً دائرة داخلية (أي للحكم واتخاذ القرارات !)

هل كان نظام "الحريم" أمراً سيئاً للنساء ؟ عادة ما تظهر هذه القضية في خطابات المستعمرات الأوروبية !!.. ولكن في هذه الحالات (أي حالات الحريم) فقد كانت مكانة النساء والوصول إلى أطفالهن : كانا محميين أكثر من أي مكان آخر (يقصد أن تلك كانت ميزة لنظام الحريم في حماية النساء وأبنائهن ومختلف حقوقهن كزوجات أو غيره) !!.. في تايلاند .. وحين تم التخلص من تعدد الزوجات وصار الزواج بامرأة واحدة هو النوع القانوني الوحيد من الزواج : فإن علاقات التعدد استمرت ولكن ... لم تعد تتمتع النساء بنفس الإقرار الاجتماعي الذي كان في حالة التعدد ..! ومن الواضح أن ذلك كان وضعًا أقل عدلاً لكل من هؤلاء النساء في تلك العلاقات وأبنائهن !!.. وبذلك في الانتقال من نظام التعدد إلى نظام الزوجة الواحدة : فقدت النساء حقوق الامتياز المتعارف عليها التي كن يتمتعن بها في الماضي !!.. ويجب علينا تجنب الأحكام السطحية في ذلك !!.. الملوك السياميون حاولوا التقليل من التعدد حتى القرن التاسع عشر ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق