الجمعة، 25 يوليو 2014

**53 تعرض المؤمنين لأشد الابتلاءات من تعذيب بشع وقتل وتقطيع وحرق وإبادة ؟ ألا يقدح ذلك في وجود الله ؟


صورة: ‏**53
تعرض المؤمنين لأشد الابتلاءات من تعذيب بشع وقتل وتقطيع وحرق وإبادة ؟ ألا يقدح ذلك في وجود الله ؟

الإجابة :
لعل مَن يطرح هذا السؤال العاطفي ينسى أن أصل الدنيا هو الابتلاء والامتحان ليظهر خير الأخيار وإيمانهم ويظهر شر الأشرار وكفرهم ، فكيف سيظهر الشر إن لم يُصيب أهل الخير منه بمآسي وأضرار ثم يجازي الله تعالى كلا منهم ؟ يقول تعالى :
" الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا " المُلك 2 ، ويقول :
" ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون " الأنبياء 35 ، ويقول :
" الم .. أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ؟ ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين " العنكبوت 1: 3.
وأما الفارق بين المؤمن والكافر في تلقي الابتلاءات والمصائب فيقول عنها ربنا عز وجل :
" ولنبلونكم بشيء مِن الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون " البقرة 155- 156.

فإذا تأملنا في قوله سبحانه : " وإنا إليه راجعون " عرفنا أن المؤمن لا ينظر بعين واحدة مثل الكافر أو الملحد إلى الدنيا وما قد يقع فيها من ظلم !! بل ينظر المؤمن بعين إلى الدنيا وأخرى إلى الآخرة والتي فيها أخذ الحقوق في يوم الحساب لا ظلم فيه !! ويعلم المظلوم والمقتول والذي تم إبادته أو حرقه أو تعذيبه أن الذي فعل ذلك فيه فإن أمامه حسابًا عسيرًا خالدا في النار !! وأن هذا المظلوم المُعذب المكلوم في الدنيا سوف تنسيه غمسة واحدة في الجنة ما لاقاه مِن عذاب في حياته كما أخبر النبي في الحديث الصحيح ، فإذا كانت هذه غمسة واحدة للحظة واحدة في الجنة ؟ فكيف بالعيش فيها أبدا ؟!

أيضًا لما كانت الدنيا دار ابتلاء وإظهار لمكنونات نفس كل إنسان ، فإن الله تعالى ترك الفرصة فيها لشر الأشرار بالظهور - مهما بلغ إجرامهم - ليس لضعف منه سبحانه ولا لانصرافه عن عباده وتركه لهم وحاشاه وإنما :
ليؤاخذ كل واحد بجرمه وما اقترفته يداه بالفعل ، لا بمجرد علم الله السابق لحقيقة نفسه ، فالله تعالى لا يؤاخذ الناس بعلمه ، ولكن مِن عدله أنه يؤاخذهم بعد امتحان وترك الفرصة لكل إنسان ليخرج حقائق ما بداخله مِن خير أو شر.

ولكي نتأكد أن مثل هذه الشبهات هي شبهات عاطفية ، ففي الوقت الذي نجد مَن يريدون إنكار وجود الله بحجة بشاعة وإجرام الكثير مِن الكفار في حق المؤمنين : نجد البعض الآخر يطعن في العذاب الأبدي في نار جهنم لمَن يستحق ؟!! فكأن كل منهم يبرر لنفسه إنكار وجود الله أو يريد إلها على هواه الخاص ، يقول عز وجل :
" أرأيت مَن اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا " ؟! الفرقان 43 ، ويقول :
" ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن " المؤمنون 71.

بل وكان يُمكن اعتبار الشبهة وجيهة لو أن صاحبها قد جاء بشيء لا يعرفه المسلمون في دينهم مثلا أو لم يذكره الله تعالى ورسوله ، ولكن كيف به وقد ذكر الله عز وجل في كتابه – وكما مر معنا منذ قليل - أنه هو يبتلي عباده ، وأنه هو الذي يُصبرهم في هذه الدنيا القصيرة المنتهية ويعدهم بعظيم الأجر والاحتساب في جزاء أبدي في نعيم لا ينتهي ، بل وقد نقل لنا سبحانه قصة مأساة المؤمنين مِن أصحاب الأخدود الذين حرقهم الكفار أحياء لا لشيء إلا لإيمانهم بالله ! يقول عز من قائل :

" قتل أصحاب الأخدود * النار ذات الوقود * إذ هم عليها قعود * وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود * وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد " البروج 4 : 9. والسؤال الآن :
إذا كان ذِكر مثل هذه الابتلاءات الشديدة للمؤمنين هو يطعن بالفعل في وجود الله تعالى أو صِدق الدين : فلماذا ذكرها النبي صلى الله عليه وسـلم في القرآن ؟ لماذا لم يخف أن يقول الناس وأين كان الله ؟ ولماذا لم يدافع عنهم ؟!

والحقيقة أن الله تعالى - بحكمته - هو الذي يُحدد متى وكيف يتدخل وفق مشيئته هو سبحانه ووفق علمه بالغيب ، ووفق علمه بهل سيتوب المجرمون أم لا ؟ أم يأخذهم مِن فورهم بذنوبهم أم لا ؟؟ وهكذا... والدليل أنه بعد هذه الآيات السابقة وبعد كل هذا الإجرام مِن الكفار في حق هؤلاء المؤمنين المُستضعفين يقول لنا أنه يقبل التوبة عن مثل هؤلاء إذا تابوا !! 

" إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق " البروج 10 !! ثم يقول عن المؤمنين في المقابل :
" إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير " البروج 11. 

ثم يخبرنا أن حاله ليس هكذا على الدوام مع الكفار والمجرمين وإنما هو يحلم ويصبر عليهم ، فإذا شاء بحكمته وتقديره أن يؤاخذهم فلن يقف أمام غضبته منهم شيء : 
" إن بطش ربك لشديد " البروج 12.

أيضًا مِن أقوى الوجوه للرد على هذه الشبهة في محاولتها للربط بين شدة الابتلاء الواقع على المؤمنين وبين إنكار وجود الله تعالى ، هو أن أولئك المؤمنون أنفسهم وفي أحلك أوقاتهم وأقربها على مشارف القتل الوحشي أو التعذيب نجدهم يلهجون بلا إله إلا الله !!
أفيكون صاحب الشبهة أعرف بالإيمان والكفر ساعتها منهم ؟ وهم الذين يُعذبون أو سيفقدون أغلى ما يملكون – حياتهم - ؟!  

وهذا ليس حال المسلمين اليوم فقط ؟ بل هو حال كل المسلمين في رسالات الأمم مِن قبل ، وأقرب الأمم لنا – النصرانية – وقع فيها مِن المجازر والتعذيب والإبادة ضد الموحدين ما الله به عليم وخاصة في روما الوثنية التي صبغت النصرانية بالتثليث والشرك جبرًا وقسرًا ، وهذا ما يؤكده رسولنا الكريم صلـى الله عليه وسلم في حديث خباب بن الأرت رضي الله عنه عندما جاءه وقتما كان المسلمون يُعذبون ويُقتلون في مكة فقال :

" أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بُردة في ظل الكعبة ، فشكونا إليه فقلنا : ألا تستنصر لنا ؟ ألا تدعو الله لنا ؟ فجلس مُحمرًا وجهه فقال : قد كان مِن قبلكم يؤخذ الرجل فيُحفر له في الأرض ، ثم يؤتى بالمنشار فيُجعل على رأسه فيُجعل فرقتين : ما يصرفه ذلك عن دينه !! ويُمشط بأمشاط الحديد ما دون عظمه مِن لحم وعصب : ما يصرفه ذلك عن دينه !! والله ليُتِمَن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب ما بين صنعاء وحضرموت ما يخاف إلا الله تعالى والذئب على غنمه ، ولكنكم تعجلون " رواه البخاري في صحيحه وغيره.‏

الإجابة :
لعل مَن يطرح هذا السؤال العاطفي ينسى أن أصل الدنيا هو الابتلاء والامتحان ليظهر خير الأخيار وإيمانهم ويظهر شر الأشرار وكفرهم ، فكيف سيظهر الشر إن لم يُصيب أهل الخير منه بمآسي وأضرار ثم يجازي الله تعالى كلا منهم ؟ يقول تعالى :
" الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا " المُلك 2 ، ويقول :
" ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون " الأنبياء 35 ، ويقول :
" الم .. أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ؟ ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين " العنكبوت 1: 3.
وأما الفارق بين المؤمن والكافر في تلقي الابتلاءات والمصائب فيقول عنها ربنا عز وجل :
" ولنبلونكم بشيء مِن الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون " البقرة 155- 156.

فإذا تأملنا في قوله سبحانه : " وإنا إليه راجعون " عرفنا أن المؤمن لا ينظر بعين واحدة مثل الكافر أو الملحد إلى الدنيا وما قد يقع فيها من ظلم !! بل ينظر المؤمن بعين إلى الدنيا وأخرى إلى الآخرة والتي فيها أخذ الحقوق في يوم الحساب لا ظلم فيه !! ويعلم المظلوم والمقتول والذي تم إبادته أو حرقه أو تعذيبه أن الذي فعل ذلك فيه فإن أمامه حسابًا عسيرًا خالدا في النار !! وأن هذا المظلوم المُعذب المكلوم في الدنيا سوف تنسيه غمسة واحدة في الجنة ما لاقاه مِن عذاب في حياته كما أخبر النبي في الحديث الصحيح ، فإذا كانت هذه غمسة واحدة للحظة واحدة في الجنة ؟ فكيف بالعيش فيها أبدا ؟!

أيضًا لما كانت الدنيا دار ابتلاء وإظهار لمكنونات نفس كل إنسان ، فإن الله تعالى ترك الفرصة فيها لشر الأشرار بالظهور - مهما بلغ إجرامهم - ليس لضعف منه سبحانه ولا لانصرافه عن عباده وتركه لهم وحاشاه وإنما :
ليؤاخذ كل واحد بجرمه وما اقترفته يداه بالفعل ، لا بمجرد علم الله السابق لحقيقة نفسه ، فالله تعالى لا يؤاخذ الناس بعلمه ، ولكن مِن عدله أنه يؤاخذهم بعد امتحان وترك الفرصة لكل إنسان ليخرج حقائق ما بداخله مِن خير أو شر.

ولكي نتأكد أن مثل هذه الشبهات هي شبهات عاطفية ، ففي الوقت الذي نجد مَن يريدون إنكار وجود الله بحجة بشاعة وإجرام الكثير مِن الكفار في حق المؤمنين : نجد البعض الآخر يطعن في العذاب الأبدي في نار جهنم لمَن يستحق ؟!! فكأن كل منهم يبرر لنفسه إنكار وجود الله أو يريد إلها على هواه الخاص ، يقول عز وجل :
" أرأيت مَن اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا " ؟! الفرقان 43 ، ويقول :
" ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن " المؤمنون 71.

بل وكان يُمكن اعتبار الشبهة وجيهة لو أن صاحبها قد جاء بشيء لا يعرفه المسلمون في دينهم مثلا أو لم يذكره الله تعالى ورسوله ، ولكن كيف به وقد ذكر الله عز وجل في كتابه – وكما مر معنا منذ قليل - أنه هو يبتلي عباده ، وأنه هو الذي يُصبرهم في هذه الدنيا القصيرة المنتهية ويعدهم بعظيم الأجر والاحتساب في جزاء أبدي في نعيم لا ينتهي ، بل وقد نقل لنا سبحانه قصة مأساة المؤمنين مِن أصحاب الأخدود الذين حرقهم الكفار أحياء لا لشيء إلا لإيمانهم بالله ! يقول عز من قائل :

" قتل أصحاب الأخدود * النار ذات الوقود * إذ هم عليها قعود * وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود * وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد " البروج 4 : 9. والسؤال الآن :
إذا كان ذِكر مثل هذه الابتلاءات الشديدة للمؤمنين هو يطعن بالفعل في وجود الله تعالى أو صِدق الدين : فلماذا ذكرها النبي صلى الله عليه وسـلم في القرآن ؟ لماذا لم يخف أن يقول الناس وأين كان الله ؟ ولماذا لم يدافع عنهم ؟!

والحقيقة أن الله تعالى - بحكمته - هو الذي يُحدد متى وكيف يتدخل وفق مشيئته هو سبحانه ووفق علمه بالغيب ، ووفق علمه بهل سيتوب المجرمون أم لا ؟ أم يأخذهم مِن فورهم بذنوبهم أم لا ؟؟ وهكذا... والدليل أنه بعد هذه الآيات السابقة وبعد كل هذا الإجرام مِن الكفار في حق هؤلاء المؤمنين المُستضعفين يقول لنا أنه يقبل التوبة عن مثل هؤلاء إذا تابوا !! 

" إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق " البروج 10 !! ثم يقول عن المؤمنين في المقابل :
" إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير " البروج 11. 

ثم يخبرنا أن حاله ليس هكذا على الدوام مع الكفار والمجرمين وإنما هو يحلم ويصبر عليهم ، فإذا شاء بحكمته وتقديره أن يؤاخذهم فلن يقف أمام غضبته منهم شيء : 
" إن بطش ربك لشديد " البروج 12.

أيضًا مِن أقوى الوجوه للرد على هذه الشبهة في محاولتها للربط بين شدة الابتلاء الواقع على المؤمنين وبين إنكار وجود الله تعالى ، هو أن أولئك المؤمنون أنفسهم وفي أحلك أوقاتهم وأقربها على مشارف القتل الوحشي أو التعذيب نجدهم يلهجون بلا إله إلا الله !!
أفيكون صاحب الشبهة أعرف بالإيمان والكفر ساعتها منهم ؟ وهم الذين يُعذبون أو سيفقدون أغلى ما يملكون – حياتهم - ؟! 

وهذا ليس حال المسلمين اليوم فقط ؟ بل هو حال كل المسلمين في رسالات الأمم مِن قبل ، وأقرب الأمم لنا – النصرانية – وقع فيها مِن المجازر والتعذيب والإبادة ضد الموحدين ما الله به عليم وخاصة في روما الوثنية التي صبغت النصرانية بالتثليث والشرك جبرًا وقسرًا ، وهذا ما يؤكده رسولنا الكريم صلـى الله عليه وسلم في حديث خباب بن الأرت رضي الله عنه عندما جاءه وقتما كان المسلمون يُعذبون ويُقتلون في مكة فقال :

" أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بُردة في ظل الكعبة ، فشكونا إليه فقلنا : ألا تستنصر لنا ؟ ألا تدعو الله لنا ؟ فجلس مُحمرًا وجهه فقال : قد كان مِن قبلكم يؤخذ الرجل فيُحفر له في الأرض ، ثم يؤتى بالمنشار فيُجعل على رأسه فيُجعل فرقتين : ما يصرفه ذلك عن دينه !! ويُمشط بأمشاط الحديد ما دون عظمه مِن لحم وعصب : ما يصرفه ذلك عن دينه !! والله ليُتِمَن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب ما بين صنعاء وحضرموت ما يخاف إلا الله تعالى والذئب على غنمه ، ولكنكم تعجلون " رواه البخاري في صحيحه وغيره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق