الأحد، 24 أغسطس 2014

124# أكاذيب عن الحرية في الغرب - الإساءة للإسلام تنحصر في حرية التعبير المقدسة ؟!



مأخوذ بتصرف من مقال للأستاذ (السيد إبراهيم أحمد)

1# هناك مربعين متجاورين لا يجوز منطقا وعقلا إزالة الفاصل بينهما وهما (حرية التعبير) و (الحقوق الشخصية) - فأما دول الغرب : فهي تلتزم بهذا الفاصل عندما يمس التعدي بحرية التعبير أحد رموزها المقدسة أو السياسية ، وأما في حال التعدي بحرية التعبير عن الإسلام : فوداعا للحقوق الشخصية لمقدسات ما يقارب 2 مليار إنسان !

2# يقول الفيلسوف الفرنسي الشهير (ريجيس دوبريه) في لقائه مع المجلة الفرنسية الأسبوعية (لونوفيل أو بسرفاتور) بأن :
"حرية التعبير ليست مطلقة في أوروبا، فالمادة 11 من شرعة حقوق الإنسان لعام 1789 (وهو عام الثورة الفرنسية) تنص على أن: لكل مواطن الحق في التعبير عن آرائه بحرية، على ألا تتجاوز الحدود التي نص عليها القانون"

ويضيف (دوبريه) بأن كافة المجتمعات دون استثناء لديها مقدساتها التي تحرم المس بها !! 
وإذا كانت أوروبا رفعت القدسية عن الدين، إلا أنها صبغتها على أشياء أخرى مثل المحرقة اليهودية الهولوكوست وحقوق الطفولة والمساواة بين البشر (والمساواة غير العدل) حيث تعتبر كل مَن ينتهكها بمثابة مَن يدنس المقدسات !!

3# وفي الوقت الذي تنضح به أقوال وأفعال الرئيس الفرنسي (نيكولاى ساركوزي) بكراهية الإسلام والتحريض على الاستهزاء بمقدساته تحت عباءة حرية التعبير بقوله : 
"المبالغة في الكاريكاتير مطلوبة أكثر من المبالغة في الرقابة" :
فهو نفسه الذي استغل حقه الشخصي في منع العدوان والسخرية منه بحرية التعبير عندما منع تداول كتاب يتحدث عن حياته البائسة !! كما أنه هو نفسه أيضا مَن مارس ضغوطا سياسية لنزع ملصقات من محطات المترو تتناوله شخصيا !!

4# أما في إسبانيا فقد أدانت المحكمة العليا كلاً من الرسامين (جييرمو توريس) و(مانيل فونتدفي) بتهمة (إهانة ولي العهد) وأمرت بتغريمهما مبلغ 3000 يورو بعد أن نشرا رسوما كارتونية بصحيفة (الجيفيز الساخرة) ومصادرة جميع نسخ تلك الصحيفة، بدعوى أن القانون الجنائي الإسباني يحظر أي إهانات موجهة للعائلة الملكية في إسبانيا، وأن تلك الرسوم كانت: تشهيرية تستوجب العقاب!!

(قارنوا ذلك برسومات الكاريكاتير السخيفة عن النبي محمد في أوروبا)

5# يؤيد هذا منع القضاء الفرنسي مجلة (كلوزر) من بيع أو إعادة نشر صور دوقة كامبريدج التي التقطت لها بمنطقة بروفانس في جنوب فرنسا و تظهر فيها عارية الصدر بدعوى انتهاك الحياة الخاصة لها !!
إذا حرية التعبير ليست مقدسة وليست بلا ضوابط كما يوهمون المسلمين ؟!

6# كما أثار رسم كاريكاتوري جاء على غلاف مجلة (نيويوركر) الأمريكية ضجة كبيرة في الولايات المتحدة، بعدما صوّر الرئيس الأمريكى (باراك أوباما) في زيّ إسلامي، بينما ظهرت زوجته على شكل إرهابية تحمل رشاشا !!

7# بل وتراجعت اللجنة النمساوية المشرفة على أعمال الفنانين الأوروبيين عن عرض صور لقادة غربيين تناولهم رسامون بالنقد والتجريح، وتمت إزالة جميع الملصقات التي وصفَتها باللاأخلاقية، والتي تم توزيعها على الأماكن المخصصة للإعلانات في الشوارع الرئيسية والساحات العامة وفيها صور فاضحة للرئيسين (بوش) و(ساركوزي) !! فعلوا ذلك ووصفوه بالاستياء العام في أغلب أوروبا ولم توصف تلك اللوحات بأنها تعبير عن الحرية، وحقوق الإنسان، وعدم تقيد الفن بأي قيود أخلاقية !! بل اعتبروا ذلك إسفافا وانحطاطا للفن !! 

إنها سياسة الكيل بمكيالين - بل بأكثر من مكيال - فمتى يعي المسلمون ذلك ويفضحون التفافات أدعياء الثقافة والتحضر من ملحدينا وعلمانيينا وليبراليينا في بلادنا وهم ينادون بعدم المساءلة في سب مقدساتنا ليل نهار تحت دعوى حرية التعبير ؟!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق